هل صنعت السوشيال ميديا ظاهرة التنمر؟.. مثقفون يجيبون: مسئولة على انتشارها بشكل كبير.. شاكر عبد الحميد: عامل مساعد على السخرية.. وحسين حمودة: منفذ سهل وسريع.. وجار النبى الحلو: غياب الثقافة والفن هما السبب

الأربعاء، 15 يوليو 2020 07:00 م
هل صنعت السوشيال ميديا ظاهرة التنمر؟.. مثقفون يجيبون: مسئولة على انتشارها بشكل كبير.. شاكر عبد الحميد: عامل مساعد على السخرية.. وحسين حمودة: منفذ سهل وسريع.. وجار النبى الحلو: غياب الثقافة والفن هما السبب شاكر عبد الحميد وحسين حمودة وجار النبى الحلو وعمرو السولية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثرت فى الأونة الأخيرة ظاهرة التنمر التى وجدت ضالتها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأصبحت هذه العادة الغريبة عن طبع المصريين منتشرة كانتشار النار فى الهشيم، فمؤخرًا لاحظ العديد التنمر التذى تعرضت له بينت لاعب النادى الأهلى عمرو السولية، صاحبة الثلاث أعوام، مما أثار غضب جميع المصريين، ولهذا طرحنا على عدد من النقاد والمثقفين سؤالا حول هل  هناك علاقة بين التنمر ووجود شبكات التواصل الاجتماعى؟.

علق الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، على انتشار ظاهرة التنمر خلال الفترة الحالية، وأرجع ذلك إلى  عدة وسائل وأسباب، منها وسائل التواصل الاجتماعى، التى تكون معبرة عن الدوافع البشرية، وهى عامل مساعد وأداه تساعد على انتشار التنمر.

 

وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، لـ"اليوم السابع"، إن وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، مثل السلاح الذى يستخدم فى الدفاع عن النفس أو يستخدم فى قتل الأخرين، ونجد أيضًا "السكينة" يستخدمها الفنان فى النحت، وآخر يطعن بها الأبرياء، حتى التعليم قد يكون إيجابيا أو سلبيا، فهو نجده يبنى عقول إيجابية وثقافية، وقد يبنى عقولا متطرفة.

وأوضح عبد الحميد، أن وسائل التواصل الاجتماعى يسرت التواصل بين الناس وبعضها البعض، ويمكن أن يكون ذلك أمرا إيجابيا أو سلبيا، لكن يجب علينا أن ننظر إلى دوافعه. 

 

وأضاف الدكتور شاكر عبد الحميد، أن أفلاطون قال إن هناك دوافع للضحك وليس الدافع الأساسى هو المرح والسعادة، ولكنه دوافع بعض الناس فى الضحك على أذى الأخرين، ولهذا نجد أن التربية الأخلاقية فى الإعلام والثقافة والتربية أمر ضرورى، وليس التربية الدينية لأن كل شخص يشرح الدين من وجهة نظره هو.

وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، أن التنمر، والسخرية والحط من شأن الآخرين، وما يتصل بهذا من سلوكيات عدوانية أخرى أصبح التعبير عنها واضحا على وسائل التواصل الاجتماعى، كلها تعبيرات عن توترات أو أشكال لوعى غائب، وجدت لنفسها متنفسا خلال طرائق سهلة وسريعة للتوصيل والنشر.

 

وأوضح الدكتور حسين حمودة، لـ"اليوم السابع"، أنه من الصعب أن نرد هذه التعبيرات إلى الوسيط الذى يتم نشرها من خلاله، أى إلى وسائل التواصل الحديثة، فهذه الوسائل مجرد أدوات للتوصيل أو للتعبير فحسب، أما ما توصله أو تعبر عنه هذه الوسائل فمرتبط بسلوكيات قادت إليها ملابسات اجتماعية وثقافية ونفسية.. إلخ، وفى هذه الوجهة يمكن أن نجد تنويعات متعددة على ظواهر كثيرة، منها الفتاوى التى سعى المتطرفون، أو على الأقل غير المؤهلين، لسنوات طويلة، إلى تسيدها باسم الدين، ومنها غياب التواصل الحقيقى الذى تراجع فى العقد الماضى لصالح تواصل آخر افتراضى لا يخلو من أكاذيب وادعاءات وصور نمطية غير حقيقية، ومنها التقنع الزائف بقيم وبأخلاق دون إدراك جوهر هذه القيم، ومنها انحسار قيم التسامح والحوار واحترام الاختلاف والتعدد.. إلخ، بالإضافة إلى المخاوف، التى تزايدت وتفاقمت خلال الشهور الماضية، من مجهول خفى ومراوغ، لا يزال خارج السيطرة.

 

وأضاف الدكتور حسين حمودة، تستحق كل مظاهر التنمر والعدوانية وما إليهما اهتماما كبيرًا من علماء الاجتماع، وعلماء النفس، والمفكرين والمثقفين، لاستكشاف أبعادها وأسبابها التى قادت إليها، وتستحق أيضا، بالطبع، البحث عن سبل فعالة، وتطبيق حاسم للقوانين الراهنة، أو حتى سن قوانين جديدة، لمقاومة هذه المظاهر، فيما يشبه "حملة" إيجابية نبيلة، طويلة المدى، يشارك فيها، مشاركة متكافئة وواسعة، الأفراد والجماعات، وكل المؤسسات التربوية والثقافية والدينية والتعليمية والإعلامية، وطبعا يجب، مع هذا كله، العمل على تجاوز كل الأسباب التى أدت إلى التنمر والعدوانية.

قال الراوئى الكبير جار النبى الحلو، أن ظاهرة التنمر لا تتم إلا فى ظروف اجتماعية خاصة من غياب الوعى والثقافة والأخلاقيات، وكل هذا يؤدى فى النهاية إلى التنمر والسخرية من الآخرين، كما نجد أن وسائل التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك وهى أشياء تعد جديدة علينا، وقد نستخدمها بشكل يسئ للآخرين.

 

وأوضح الروائى الكبير جار النبى الحلو، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن غياب الثقافة سواء فى الكتاب أو الموسيقى أو السينما، كله يؤدى إلى عدم الوعى بما هو صح وما هو خطأ، ولهذا يجب رفع الوعى لدى الشباب وخصوصًا فى سن المراهقة لاستخدام الأشياء بما يتماشى مع أخلاقيتنا.

 

وأضاف جار النبى الحلو، أن تعود اطفالنا على القراءة وسماع الموسيقى ومشاهدة المحتوى الجيد فى السينما، يساعد على الارتقاء بالأخلاق ويرفع قيم التسامح وتقبل الأخر، ولن ياتى ذلك من البيت وحده لأنه فى نهاية سيدخل الشاب الغرفة الثانية فى البيت والتى بها الإنترنت ليبدأ المحادثات، ولهذا العامل الأساسى فى الأمر رفع الوعى من المؤسسات المختلفة مثل التعليم والإعلام والثقافة.

 

وأشار جار النبى الحلو: "كما علينا توعية هؤلاء الشباب فى الطرق الصحيحة فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل الذى يساعد الآخرين وليس التقليل من شأن الآخرين، ويجب أن نعرف أن البدايات دائما متعسرة ولكن مع التعليم سيكون المر سهلا وبسيطًا".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة