نقرأ معا كتاب "لماذا ننام.. اكتشف قوة النوم والأحلام" لـ "ماثيو بول ووكر"، والذى يجيب فيه عن سؤال لماذا يجب أن نحصل على نصيب كاف من النوم لا يقل عن سبع أو ثمان ساعات في اليوم.
يقول الكتاب:
هل تظن أنك استوفيت حاجتك من النوم خلال الأسبوع الفائت؟ وهل تتذكّر متى استيقظت آخر مرة من غير رنين الساعة المنبّهة فنهضت شاعرًا بالانتعاش وعدم الحاجة إلى الكافيين؟ إذا كانت إجابتك على أى من السؤالين بالنفى، فأنت لست وحدك فى هذا! يفشل ثلثا البالغين فى البلدان المتطوّرة كلّها فى تحقيق فترة ساعات النوم الليلى الثمانى المُوصَى بها.
لا أظن أن هذه الحقيقة قد فاجأتك كثيرًا، لكن عواقبها قد تكون مفاجئة لك، إن اعتيادك أن تنام ليلًا أقل من ست ساعات، أو حتى أقل من سبع ساعات، يقوّض نظامك المناعى ويزيد خطر إصابتك بالسرطان أكثر من ضعفين، كما أن النوم غير الكافى عامل رئيسى من عوامل نمط الحياة التى تحدّد إن كنت ستصاب بمرض الألزهايمر، تؤدّى قلّة النوم، حتى فى حال التقليل المعتدل من فترة النوم مدة أسبوع واحد فقط، إلى اضطراب عميق فى مستويات السكر فى الدم بحيث يمكن اعتبارك "ما قبل سكرى"، ترفع قلّة النوم احتمال إصابة الأوعية الدموية المغذية للقلب بالانسداد والهشاشة مما يضعك على طريق الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، والأزمات القلبية، وفشل القلب الاحتقانى، وتمامًا مثلما تقول حكمة شارلوت برونتى "الذهن المضطرب يجعل الوسادة غير مريحة"، فإن لاختلال النوم مساهمة كبيرة فى الاعتلالات النفسية الكبرى، كالاكتئاب والقلق والنزوع إلى الانتحار.
لعلك لاحظت أيضًا أنّ رغبتك فى الأكل تزداد عندما تكون مرهقًا! هذه ليست مصادفة على الإطلاق، لأن قلة النوم تؤدّى إلى زيادة تركيز الهرمون الذى يجعلك تشعر بالجوع وتخفض مستوى الهرمون المسؤول عن إطلاق إشارة الاكتفاء من الطعام، وهكذا تستمر لديك الرغبة فى تناول مزيد من الطعام على الرغم من امتلائك، إنها وصفة مضمونة لزيادة الوزن لدى البالغين والأطفال ممن يعانون قلة النوم، ولعل ما هو أسوأ من هذا هو أنك تحاول الالتزام بنظام غذائى لتخفيض وزنك فتفشل لأنك لا تنال كفايتك من النوم خلال محاولتك؛ وذلك لأنك تفقد - فى هذه الحالة - جزءًا من وزن الكتلة العضلية فى جسمك، لا من الدهون التى تحاول التخلّص منها!
يصير الاقتناع بالنتيجة المؤكّدة التالية أكثر سهولة إذا جمعنا تلك العواقب الصحّية الواردة أعلاه: نوم أقل يعنى عمرًا أقصر. كم هو مشؤوم ذلك القول المعروف: "سأنام عندما أموت!"، ما عليك إلا أن تتبنّى هذه الطريقة فى التفكير حتى تضمن الموت فى وقت أقرب، وحتى تكون حياتك (الأكثر قصرًا) أقل جودة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة