تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن حسابات نتنياهو مع الضم و"كورونا" اختلفت على أرض الواقع وباتت تهدد مستقبله. فهل يبحث نتنياهو عن حرب خارجية لإنقاذ نفسه؟. وخرج اليهود الى الشوارع في مظاهرات احتجاجية تطالب بإقالة بنيامين نتنياهو ومحاكمته في قضايا الفساد وفشله الذريع في مواجهة جائحة الكورونا التي استفحلت في المجتمع "الإسرائيلي". وكان نتنياهو ركب موجة الكورونا الأولى بعد الانتخابات مباشرة بعد أن تجاهلها إبان حملته الانتخابية واستخف بها وتباهى لاحقاً بأن الكيان قدوة للعالم في مكافحة الفيروس
نديم قطيش
نديم قطيش: لبنان والخروج من كهوف ولاية الفقيه
تساءل الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، هل تؤدي سياسة الضغوط الأمريكية على لبنان والانكفاء العربي عنه، إلى دفع البلاد أكثر نحو الحضن الإيراني؟
لطالما عومل لبنان بكثير من التمييز بين كونه دولة غير معادية للغرب، وكون هذه الدولة تهيمن على جزء رئيسي من قرارها السياسي ميليشيا معادية للغرب، ومنخرطة في السياسات الإيرانية العدوانية تجاه معظم الدول العربية. فعلى الرغم من حجم الدور الذي تلعبه ميليشيا "حزب الله" في الحياة السياسية اللبنانية بقي لبنان بمنأى عن أي عقوبات مباشرة على الدولة ومؤسساتها النظامية. وظلت خطوط المساعدات مفتوحة للبلاد عبر خطط وبرامج كبيرة نسبياً.
اختلف الأمر جذرياً في السنوات الخمس الماضية، بداية مع صعود نخبة سياسية في المملكة العربية السعودية أكثر استعداداً لمواجهة التمدد الإيراني، ثم وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وشروعه في سياسة الضغط الأقصى على إيران وأدواتها في المنطقة. كل ذلك في ظل مناخ التغول الإيراني الذي مارسته طهران بعد اطمئنانها إلى الاتفاق النووي الموقع مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والذي لم يشمل أي ملحقات لضوابط جدية على الدور الإيراني الإقليمي!.
حافظ البرغوثى
حافظ البرغوثي: نتنياهو يخسر "كورونا" و"الضم"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن حسابات نتنياهو مع الضم و"كورونا" اختلفت على أرض الواقع وباتت تهدد مستقبله. فهل يبحث نتنياهو عن حرب خارجية لإنقاذ نفسه؟
خرج اليهود الى الشوارع في مظاهرات احتجاجية تطالب بإقالة بنيامين نتنياهو ومحاكمته في قضايا الفساد وفشله الذريع في مواجهة جائحة الكورونا التي استفحلت في المجتمع "الإسرائيلي". وكان نتنياهو ركب موجة الكورونا الأولى بعد الانتخابات مباشرة بعد أن تجاهلها إبان حملته الانتخابية واستخف بها وتباهى لاحقاً بأن الكيان قدوة للعالم في مكافحة الفيروس، وكان يأمل في أن تساهم حملة الوقاية من الفيروس في ارتفاع شعبيته، خاصة وأنه نجح في تفكيك تحالف "أزرق وأبيض المنافس إلى ثلاث كتل منفصلة بضمه معسكر الجنرال جانتس إلى الحكومة على قاعدة مواجهة الفيروس، وقد ارتفع منسوب الرضا عن مواجهته للفيروس إلى فوق الثمانين في المئة. لكن شهر العسل مع الفيروس لم يدم طويلاً رغم ما صرفه من أموال بالمليارات لتعويض المتضررين، فقد فوجئ بالموجة الثانية التي كانت أشد. وبعد أن كان يفاخر بعمله بات يطلب مساعدات خارجية لمكافحة الفيروس، واشترى ذراعه اليمنى والمرشح القوي ليكون نائباً له في المستقبل وهو رئيس الموساد يوسي كوهين معدات وأجهزة تنفس وأدوية بالمليارات من الخارج تبين لاحقاً أن نسبة كبيرة منها تالفة ولا تصلح. وبينما نجد نتنياهو بحاجة إلى التفاف شعبي عشية محاكمته نجده أمام عاصفة من الاحتجاجات وإغلاق شوارع وحرق إطارات واتهامه بالفشل في معالجة أهم القضايا التي يعانيها "الإسرائيليون"، حالياً، أي فيروس كورونا والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وعلى صعيد ائتلافه الحكومي، عادت الخلافات بين نتنياهو وشريكه جانتس، التي توقفت بعد تجميد عملية ضم أجزاء من الضفة، لتحتدم من جديد مع الانتشار الكبير لفيروس كورونا وتدهور الوضع الاقتصادي، إلى حد تهديد مستقبل الحكومة.
عبد الحق عزوزى
عبدالحق عزوزي: الحروب الإلكترونية الجديدة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، سبق وأن حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أشهر خلت، وبالضبط من ألمانيا، حيث كان قد حضر مؤتمر ميونيخ للأمن، من محاولة لزعزعة استقرار "الديمقراطيات الغربية"، عن طريق التلاعب بشبكات التواصل الاجتماعي أو عمليات معلوماتية مغرضة، وذلك "إما عبر أطراف فاعلة خاصة، أو عبر خدمات مباشرة، أو عبر وكلاء"، وأشار ماكرون إلى "تدخل فاعلين محافظين من اليمين الأميركي المتطرف في الانتخابات الأوروبية"، وقال: "ليس لدينا سوى بعض الدفاعات في مواجهة هذه الهجمات"، ورأى أنه يجب تعزيز الدفاعات التكنولوجية والتعاون بين الأجهزة الغربية، لتشخيص وتحديد هذه الهجمات التي تبقى في أحيان كثيرة مجهولة المصدر.
واليوم تقول المملكة المتحدة إن مجموعة قراصنة، تعرف باسم "آي بي تي 29"، نفذت هجمة للاستيلاء على أبحاث تخص لقاحاً ضد فيروس كورونا المستجد، وحذّر بيان لوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب من أن أي جهاز استخبارات ينفذ هجمات مماثلة أو يقف وراءها "سيتحمل مسؤولية أفعاله عاجلاً أو آجلاً".
ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه العلاقات بين لندن وموسكو توتراً على خلفية الانتخابات التشريعية البريطانية الأخيرة التي فاز بها المحافظون، وقبلها استفتاء 2016 الذي قاد إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد اعتبرت الحكومة البريطانية منذ أيام أنها "شبه متأكدة" من أن "فاعلين روساً" سعوا إلى عرقلة الانتخابات التشريعية، عبر نشر وثائق خلال فترة الحملة الانتخابية حول اتفاق تجاري محتمل بين لندن وواشنطن عقب "بريكسيت"، كما فُتح تحقيق لتحديد مصدر تسريب هذه الوثائق التي نشرت على موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي.
والعلاقات بين لندن وموسكو في أدنى مستوياتها منذ مقتل العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبيري جنوب غرب بريطانيا، والذي سبق لروسيا أن نفت أي علاقة لها بموته مسموماً، لكن المسألة قادت إلى عمليات طرد متبادلة للدبلوماسيين بين لندن وموسكو، ولم يتجدد الحوار بين البلدين إلاّ في فبراير 2019، بعد انقطاع دام أحد عشر شهراً.
وفي ظل البيئة الدولية المعقدة، والتي بدأت تتعقد أكثر مع جائحة كورونا، بدأت العديد من الدول الكبرى تظهر على شكل قوة تثق في نفسها بدرجة أعلى، وتستعمل أسلحة ذكية لم تعهدها العلاقات الدولية من قبل، ما أثر بدرجة كبيرة في مسار العمليات السياسية داخل بعض الديمقراطيات الغربية. وتعي هذه الدول تمام الوعي ذلك المفهوم الجديد للقوة، كما طرحه المفكر الاستراتيجي الأميركي جوزيف ناي، أي القدرة على تحقيق النتائج التي يريدها المرء. وتتباين الموارد التي تنتج هذه القوة في مختلف السياقات، فإسبانيا استغلت سيطرتها على المستعمرات وسبائك الذهب في القرن السادس عشر، وهولندا تربحت من التجارة والتمويل في القرن السابع عشر، وفرنسا استفادت من كثرة تعداد سكانها وجيوشها في القرن الثامن عشر، والمملكة المتحدة استمدت قوتها ممن سبقها في الثورة الصناعية ومن بحريتها في القرن التاسع عشر، أما هذا القرن فيتسم بثورة فتية في تكنولوجيا المعلومات والعولمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة