كم عدد الأنبياء وكم عدد الرسل الذين بعث الله بهم إلى البشرية، تدل نصوص القرآن الكريم على القرآن لم يذكر الجميع أسماء جميع الأنبياء، لكن ماذا يقول التراث الإسلامى بالمجمل.
يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "حديث إنى خاتم ألف نبي":
قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت فى كتاب أبى بخطه: حدثنى عبد المتعالى ابن عبد الوهاب، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا مجالد عن أبى الوداك قال: قال أبو سعيد: هل تقر الخوارج بالدجال؟
قال: قلت: لا.
فقال: قال رسول الله ﷺ: "إنى خاتم ألف نبى أو أكثر، وما بعث الله نبيا يتبع إلا وحذر أمته منه، وإنى قد بين لى فيه ما لم يبين لأحد منهم، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخامة فى حائط مجصص، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه من كل لسان، ومعه صورة الجنة خضراء يجرى فيها الماء، وصورة النار سوداء تدخن".
وقد روى عن جابر بن عبد الله فقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: " إنى لخاتم ألف نبى أو أكثر، وإنه ليس منهم بنى إلا وقد أنذر قومه الدجال، وأنه قد تبين لى فيه ما لم يتبين لأحد منهم وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور".
وهذا إسناد حسن، وهو محمول على ذكر عدد من أنذر قومه الدجال من الأنبياء، لكن فى الحديث الآخر: "ما من نبى إلا وقد أنذر أمته الدجال". فالله أعلم.
وقال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن فرات يعنى القزاز قال: سمعت أبا حازم يحدث قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبى ﷺ قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبى خلفه نبى وإنه لا نبى بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون ".
قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟
قال: "فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ".
وقال البخاري: حدثنا عمرو بن حفص، حدثنا أبى حدثنى الأعمش، حدثنى شقيق قال: قال عبد الله - هو ابن مسعود - كأنى أنظر إلى رسول الله ﷺ يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: "اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون".
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبى سعيد الخدرى قال: وضع رجل يده اليمنى على النبى ﷺ فقال: والله ما أطيق أن أضع يدى عليك من شدة حماك، فقال النبى ﷺ: « إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر، إن كان النبى من الأنبياء ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان النبى من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباء فيجوبها، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما يفرحون بالرخاء".