الحج فى الحضارات.. الفراعنة والسومريون عرفوه والعرب حجوا للكعبة قبل الإسلام

الجمعة، 31 يوليو 2020 06:00 ص
الحج فى الحضارات.. الفراعنة والسومريون عرفوه والعرب حجوا للكعبة قبل الإسلام الحج كان من الشعائر المقدسة لدى الفراعنة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤدى عددًا من المسلمين هذه الأيام، الركن الأعظم من الإسلام وهى فريضة الحج، حيث تأتى هذه الأيام بشكل استثنائى، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، واتخاذ السلطات السعودية إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشار عدوى المرض فى المملكة.
 
الحج فى الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة فى موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة فى العمر لكل بالغ قادر من المسلمين، كذلك الحج طقس دينى شائع وموجود فى كثير من الديانات مثل اليهودية والمسيحية، بالإضافة إلى العديد من الأديان الشرقية مثل الهندوسية والسيخية، لكن هل عرفت الحضارات القديمة الحج، وكيف كانت تلك الطقوس:
 

الفراعنة

كان للحج فى مصر القديمة ميعاد ثابت ومحدد وهو يوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان حتى يوم السادس والعشرين من نفس الشهر، حيث كان يقوم أهالى المتوفى وأقاربه بوضع الميت فى ختام الأربعين بعد تحنيطه فى مركب ليعبر النيل، أما الأقارب والأهل والأصحاب كانوا يصحبونه فى مركب آخر، وعندما يصلون إلى البر الغربى يرتلون "السلام عليك أيها الإله العظيم، يا سيد تاور العظيم فى أبيدوس، لقد أتيت إليك فأنت صاحب العطف، استمع لندائى ولب ما أقوله، فإنى أنا واحد من عابديك"، ثم يقوم الكاهن بتقديم القرابين وحرق البخور أمام جثمان الميت، ثم يقوم بطقوس فتح الفم وصب المياه أمامه وسط نحيب وولولة الزوجة والأهالى.

 وكان من طقوس رحلة الحج عند المصريين الدماء، ذبح الأضحية وكانت عبارة عن "ثور أو بقرة"، بالإضافة إلى تقديم القرابين وحرق البخور، وهى من المشاهد المهمة في رحلة الحج في مصر القديمة، حيث تدلنا العديد من المشاهد المسجلة على جدران مقابر بني حسن بمحافظة المنيا، حيث يوجد أكثر من 2000 لوحة لتصوير موائد القرابين التى كانت تقدم كنذور تقدم على امتداد طريق موكب أوزير في "أبيدوس"، وغيرها من الأماكن المقدسة التي يحج إليها المصرى القديم.

 

حضارة وادى الرافدين

كان لكل مدينة مهمة -فى بلاد ما بين النهرين- معبد مهم، وفى كل معبد برج شامخ يسمونه "زقورة" شكله مربع فى المعابد المربعة، ومستدير فى المعابد البيضوية، تراقب منه الكواكب والنجوم، ونظراً لما لعلم الفلك من أهمية وتأثير فى الحياة اليومية والدينية لديهم، وكانوا يعلنون من خلاله بداية رأس السنة الجديدة، ليعلنوا بدايات الطقوس الدينية السنوية لزوار الزقورة فى المعبد، وكانت هذه أماكن مهمة "للحج" فى أعياد رأس السنة المعروفة عندهم آنذاك.
 

الفرس

وفى الحضارة الفارسية القديمة طقوس ورسوم وعقائد وأفكار يطول تعدادها لو أردنا الدخول إليها، ولكن لنأخذ مقطعاً من تأريخها وهى الديانة الزرادشتية، لأنها أشهر ديانة وأعظم تعاليم تمسك بها الفرس منذ القرن العاشر أو السادس قبل الميلاد، وحتى يومنا هذا توجد بقايا من أتباعه فى مدينة يزد الإيرانية وفى الهند.
 
ومن بين هذه الكتب المقدسة كتاب "الياسنا" الذى يهتم بالشعائر والطقوس، من هذه الشعائر والطقوس ما يمكن أن يمثل شكلاً من أشكال الحج، حيث الزيارات السنوية المقدسة إلى المعابد فى الأعياد الدينية، وتقديم الأضاحى والنذورات ومراسم مقدسة أخرى، وكان الأهلون -عامة الشعب المتدين- يجتمعون فى الأعياد وكلهم يرتدون الملابس البيضاء، ولهم زيارات سنوية لمعابدهم يؤدون فيها طقوسا خاصة، ويلبسون الملابس البيضاء، ويقدمون الضحايا مما يدل على أن لهم حجا بالمعنى اللغوى المعروف.
 

الرومان 

والحضارة الرومانية كذلك عرفت الحج، ونظمت طقوسا خاصة به، مما يتعلق بديانتهم، وبنت الهياكل الكبيرة المربعة منها والمستديرة، وقدمت للهياكل هدايا وأضاحى ونذورات، وعددت الآلهة، وجعلت لكل شيء إلهاً، وتقربت للآلهة، لكسب عونها ورضاها، أو لاتقاء غضبها.
 
وكان الكهنة يوصون الحجاج أو زائرى الهياكل والمعابد أن يلتزموا بالدقة فى ممارسة الطقوس والشعائر الخاصة فى الاحتفال فى الأعياد السنوية وغير السنوية، وإذا وقع خطأ فى طقس من هذه الطقوس أياً كان نوعه، وجبت إعادته من جديد، ولو تطلب ذلك إعادته ثلاثين مرة.
 

العرب قبل الإسلام

كان العرب قبل الإسلام يعبدون الأوثان، والكعبة مركز عبادتهم، وكانت مليئة بالأصنام وصور الملائكة، وخلال موسم الحج السنوى، يزور الناس الكعبة من الداخل والخارج، وكانت قبيلة قريش مسؤولة عن خدمة الحجاج، يشير شبلى النعمانى إلى أن العرب الوثنيين قدموا بعض الطقوس غير المقدسة أثناء الحج، وخلافا لحج اليوم، لم يمشوا بين تلال الصفا والمروة ولم يجتمعوا فى عرفات، ويحافظ البعض على الصمت أثناء مجرى الحج كله، باستثناء الناس من قبيلة قريش، والبعض الآخر يؤدى الطواف فى حالة عارية، خلال السنوات الأولى من نبوة محمد، وفر موسم الحج لمحمد مناسبة للتبشير بالإسلام للشعب الأجنبى الذين جاءوا إلى مكة المكرمة للحج.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة