تستمر انتهاكات واطماع الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، ويستمر استفزازه للقارة العجوز مع استخدام اللاجئين كورقة مساومة للضغط على أوروبا، حيث تشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا توترا بسبب عدة ملفات؛ أبرزها أزمة اللاجئين وتنقيب أنقرة عن النفط قبالة سواحل قبرص وتدخلها في ليبيا.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إن أوروبا تتعرض لكثير من الاستفزاز والابتزاز من قبل الرئيس التركى ، ولذلك فقد بدأ الاتحاد الأوروبي إجراءاته العقابية ضد تركيا على خلفية أطماع وانتهاكات أردوغان للحدود البحرية لدول شرق المتوسط، عبر خفض الكوتة التصديرية الخاصة بأنقرة، وخفض الاتحاد الأوروبي، حصة التصدير التركية من الحديد والصلب من 2.5 مليون طن إلى 1.3 مليون طن.
وقال فيسيل يايان، الأمين العام لجمعية منتجي الصلب: "لقد خفض الاتحاد الأوروبي حصة الربع في تصدير الصلب بنسبة 46%. وبناءً عليه انخفضت الاتحاد الأوروبي، حصة تصدير الحديد والصلب لتركيا من 2.5 مليون طن إلى 1.3 ملايين طن".
ومن المقرر أن يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أزمة العلاقات مع تركيا من مختلف جوانبها في اجتماعهم المقرر عقده في 13 يوليو الجاري، حسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو.
وانتقدت صحيفة "اوك دياريو" الإسبانية استمرار اردوغان فى استفزازه لأوروبا، وقالت "تركيا تواصل موقفها العدوانى على المستوى الدولى وتتجاهل التحذيرات التى تأتى فى مواجهة موقفها العدائى فى بيئة البحر المتوسط".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية التركى، ميلفوت كافوسوغلو آخر من تحدث عن التحذيرات التى وجهها الاتحاد الأوروبى لأنقرة، وقالت إن "انقرة منذ شهور تعمل على استفزاز أوروبا من خلال تطوير استيراتيجية توسعية فى البحر المتوسط التى دفعتها إلى التدخل بنشاط فى الحروب فى ليبيا وسوريا وبسط نفوذها فى المناطق الاقتصادية التى تتعارض مع الحدود البحرية لدول مثل قبرص واليونان، المرتبطة بالاتحاد الاوروبى بهدف حازم هو تعزيز التنقيب عن الغاز والنفط فى المنطقة".
وأكدت الصحيفة أن التدخل العسكرى لجنود رجب طيب أردوغان فى شمال إفريقيا والدول العربية أمر غير مقبول لكثير من المجتمع الدولى مع الأخذ فى الاعتبار أن تركيا استأجرت مرتزقة مرتبطين بجماعات إرهابية مثل المنتمين لداعش والقاعدة، من أجل القتال بجانب حكومة الوفاق الوطنى الليبى بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج ، والاستيطان فى شمال غرب الأراضى السورية، فى محيط إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل أزمة تقوم بها تركيا يكون لها رد فعل عنيف من قبل الاتحاد الاوروبى، يسارع أردوغان بالرد عليها باظهار أزمة اللاجئين تلك المشكلة التى يستغلها كورقة مساومة للضغط على الاتحاد الاوروبى، حتى أصبح الجانب الأوروبى يفهم استيراتيجيته تماما فى اسلوب الضغط والاستفزاز، واصبح الاتحاد يتشبث بموقفه تجاه فرض عقوبات جديدة على تركيا.
وأضافت الصحيفة أن اردوغان اعتاد استخدام المهاجرين كورقة مساومة ضد أوروبا، ففى وقت سابق من هذا العام ، حاول عشرات الآلاف من المهاجرين العبور إلى اليونان عبر الحدود البرية والبحرية بعد أن أعلنت أنقرة أنها لن توقفهم بعد ذلك ، وتباطأ التدفق منذ ذلك الحين ، لكن وزير الخارجية التركى عاد ليستغل الازمة مجددا وقال "سنواصل تنفيذ قراراتنا".
وقالت الصحيفة نفسها بتقرير آخر ، إن الطمع فى نهب ثروات غاز شرق البحر المتوسط هو السبب الرئيسى وراء محاولات أردوغان غزو الأراضى الليبية، مؤكدة أن ما تحاول أنقرة الترويج له بأن تحركها يهدف لدعم ما يعرف بـ"المجلس الرئاسى" فى ليبيا، لا يعكس الحقيقة، وقالت الصحيفة: "الحرب الدائرة فى ليبيا حالياً سببها طموحات الرئيس التركى رجب طيب اردوغان بشأن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، ومن المتوقع أن تزداد التوترات فى شرق البحر المتوسط بسبب استراتيجية تركيا العدوانية، للسيطرة على موارد الغاز".
وسلطت الصحيفة الأسبانية الضوء على جرائم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعانته بمئات من المرتزقة وعناصر تنظيم داعش الذين انخرطوا فى معارك سابقة داخل الأراضى السورية بهدف أرباك الوضع فى ميادين الحرب داخل ليبيا التى يحاول الجيش الوطنى الليبى أن يطهرها من مليشيات الإرهاب والدمار.