يؤدى آلاف المسلمين هذه الأيام، فريضة الحج، الركن الأعظم من أركان الإسلام، والتى تبدأ فى الثامن من شهر ذى الحجة، قبل يومين فقط من عيد الأضحى المبارك، ذكرى الذبيح إسماعيل بن النبى إبراهيم، الذى يأتى فى العاشر من ذى الحجة، وهو واحد من أقدس أعياد المسلمين على الإطلاق، نظرا لارتباطه بفريضة الحج، وترتبط كلمة حج بالاذهان برحلة المسلمين السنوية إلى مكة المكرمة، إلا أن هناك العديد من الأديان والطوائف الدينية الأخرى التى تؤدى المناسك المقدسة حسب معتقداتهم وأماكنهم المقدسة، لكن أيضا هناك طوائف أخرى لا تفرض فريضة الحج، وبعضها لا يقوم أصحابها بالحج أصلا، ومن هذه الطوائف:
الدروز
لا يؤدى أبناء الطائفة الدرزية فريضة الحج إلى مكة، علماً أن ثمة مخطوطات قديمة، تبين أن العديد من شيوخ الدروز فى زمن السيد عبدالله التنوخي، كانوا يذهبون لأداء مناسك الحج، ويقتصر أداء فروضهم الدينية المتعلقة بالأضحى على الذهاب إلى الخلوات التى هى بمثابة المساجد بالنسبة إليهم، واستباق العيد بالصوم الاختيارى والمجاهدة وإحياء ليلة الوقفة بديلاً لصلاة الصبح فى المساجد لدى المذهبين السنى والشيعي.
ولا بد من الإشارة الى أن الحج توقف تاريخيا عند الموحدين الدروز عام 1713 عندما تعرضت قافلة من الحجاج إلى الإبادة بطريقها إلى الحج، فأعتبروا أنهم لا "يستطيعون اليه سبيلا".
احتفالات عيد الأضحى عند الدروز، تقتصر على أن تجرى فى النهار الاستعدادات للعيد من شراء للملابس وتجهيز البيوت وتحضير الكعك، ومن عادة رجال الدين الأتقياء أن يصوموا الأيام العشرة الأولى من شهر ذى الحجة ويستمر صومهم حتى مساء اليوم التاسع من ذى الحجة، يعيشون خلال هذه الفترة حياة تقشف ويكثرون من الصلوات والعبادة ويدعون الناس لقول الصدق وإتباع سياسة التسامح والمحبة بين الأهل والأقارب والجيران والقيام بأعمال الصدقة.
البوذية
الحج ليس فريضة أو طقسا دينيا أساسى عند أصحاب الديانة البوذية، ولا تذكر نصوصهم المقدسة وكتابهم أى إلزام بعمل رحلات تشبه رحلات الحج كما فى الإسلام، لكن البوذيون بدأوا فى أداء طقوس السفر الجماعى والزيارة إلى الأماكن المقدسة بعد أعوام طويلة على موت بوذا، وذلك فى المواقع المقدسة لديهم هى لومبينى مسقط رأس بوذا فى النيبال، وبود غايا حيث جاءه الوحى تحت شجرة تين، وسارناث فى الهند، حيث علم للمرة الأولى، وكوسينارا فى الهند حيث مرقده.
المسيحية
رغم قيام ملايين المسيحيين حول العالم بالقيام برحلات الحج، إلا أنه لا يعتبر إلزاميا ولا فرضًا على المسيحى، كما أنه لا توجد نصوص فى الكتاب المقدس تحث على أى نوع من الزيارة إلى أمكنة مقدسة، ولا علاقة له بخلاص الأفراد روحيًا، بل أنه لا طقوس خاصة بالحج فى المسيحية، إلا أن المسيحيين من شتى بقاع العالم اعتادوا الحج إلى القدس أثناء الصوم الأربعينى، لتنتهى رحلة الحج برؤية النور المقدس المنبثق من قبر السيد المسيح كنوع من أنواع التبرك".
وبحسب المصادر المسيحية، لا توجد طقوس بعينها للحج فى المسيحية، لأن التركيز فى بدايات ظهور الديانة كان على "كينونة" المسيح أكثر من تجسيده الجسماني.