كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يحمي الدماغ، حيث يعتقد بعض العلماء أن الدهون الصحية الوفيرة في النظام الغذائي المتوسطي، الموجودة في المكسرات والأسماك، وزيت الزيتون، وبعض اللحوم، قد تقلل من الجزيئات الالتهابية في الدماغ.
زيت الزيتون
ويشمل النظام الغذائي المتوسطي كميات صغيرة من اللحوم، والدواجن، والأسماك غير الدهنية، حيث أن معدلات الخرف لدى أولئك الذين يأكلون بهذه الطريقة تصل إلى 40 %، أقل من أولئك الذين لا يأكلون، مؤكدة أن هذه النوعية من الأطعمة لها تأثيرًا أكبر على صحة الدماغ من النظام الغذائي التقليدي لفقدان الوزن، فمثلا تناول السمك الدهني، فو رائع ولذيذ وصحي جدًا، إن تناول سمك السلمون والماكريل والسردين يساعد على "دعم وظائف المخ"، كما أن التوت والشيكولاتة الداكنة والقهوة، غالبًا ما يتم الاستشهاد بهم في تحسين الذاكرة ومنع الإصابة بالزهايمر، ولكن الحقيقة هي أنه لا توجد وصفة سحرية غذائية واحدة، وهذا لا يعني أن النظام الغذائي لا يلعب دورًا أساسيًا في صحة الدماغ.
التوت
وأضافت الصحيفة: كما تعلمنا، فإن أمراض التمثيل الغذائي، مثل أمراض القلب، والسكري، مسؤولة عن نصيب الأسد من حالات الخرف في المملكة المتحدة، ليس من المستغرب إذن أن النظم الغذائية التي أثبتت في العديد من الدراسات العلمية للحد من مخاطر مثل هذه الحالات، تفيد الدماغ أيضًا.
العيش من الحبوب الكاملة
وأكدت أن النظام الغذائي المتوسطي المعترف به منذ فترة طويلة يوقف تطور أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والخرف أيضًا، والذى يحظى بشعبية في بلدان مثل اليونان، وإسبانيا، وإيطاليا، وتشمل كميات صغيرة من اللحوم والدواجن، والأسماك غير الدهنية، جنبًا إلى جنب مع الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، والخبز الكامل، والدهون غير المشبعة مثل المكسرات، وزيت الزيتون، والكثير من الفاكهة والخضار.
وقد وجدت الدراسات، أن معدلات الخرف لدى المشاركين الذين تناولوا هذه الطريقة، أقل بنسبة تصل إلى 40 %من أولئك الذين لم يتناولوها.
الاسماك المحتوية على اوميجا 3
وقالت الصحيفة:من المثير للاهتمام أن تناول الطعام بهذه الطريقة يبدو أن له تأثيرًا أكبر على صحة الدماغ من النظام الغذائي التقليدي لفقدان الوزن، وجدت دراسة رائدة من عام 2013، أن الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن الذين يصفون نظامًا غذائيًا متوسطيًا يتضمن زيت الزيتون والمكسرات كل يوم لمدة 6 سنوات، كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف.
ووجدت الأبحاث السويدية التي شملت أكثر من 2000 شخص فوق الستين من العمر الصحي، أن التمسك بهذا النوع من النظام الغذائي مرتبط بمعدل أبطأ من التدهور المعرفي، ومهارات التفكير.
ويعتقد بعض العلماء أن الدهون الصحية الوفيرة في النظام الغذائي المتوسطي، الموجودة في المكسرات، والأسماك، وزيت الزيتون، وبعض اللحوم، قد تقلل من الجزيئات الالتهابية في الدماغ التي تؤثر على قدرتنا على معالجة المعلومات والذاكرة، لكن الحقيقة البسيطة، هي أن تناول الكثير من الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون يشعرك بالشبع، مما يساعد على التحكم في الشهية، ويقلل من خطر السمنة، والتي تعد واحدة من أكبر عوامل الخطر لسوء صحة القلب والسكري وبالتالي الخرف .
ويعد ارتفاع ضغط الدم هو أحد الأسباب الرئيسية الأخرى للخرف، فهو يتلف الأوعية الدموية الصغيرة التي توفر الأكسجين للدماغ، ويعاني منه واحد من كل 4 بريطانيين، ووفقًا لأرقام الحكومة، فإن 80 % من الحالات ناجمة عن عادات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي.
وأضافت الصحيفة: يعرف معظم البريطانيين العلاقة بين تناول الملح وارتفاع ضغط الدم، ولكننا ما زلنا نأكل في المتوسط، نصف ملعقة صغيرة أكثر من الحد اليومي الموصى به، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الملح في مجرى الدم إلى تراكم السوائل الزائدة، مما يزيد من الضغط على الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
في حين يمكن تجنب معظم الملح الزائد بسهولة عن طريق تقليل تناول البيتزا المعبأة، واللحوم المدخنة، فإن بعض الأطعمة على النمط المتوسطي قد تواجه تأثير الملح أيضًا، ولكن يمكن أن تساعد الخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، مثل البطاطا الحلوة، والبازلاء، والبروكلي، في استعادة توازن السوائل في مجرى الدم، والحفاظ على استقرار ضغط الدم.
ويدرس الباحثون الآن خطة تناول الطعام التي تجمع بين النظام الغذائي المتوسطي، وتخفيض ضغط الدم، من خلال خفض الملح، والسكر، والمصمم خصيصًا لاستهداف صحة الدماغ.
وأظهرت الدراسات، أن حمية البحر الأبيض المتوسط قللت من خطر الإصابة بأكثر أشكال الخرف شيوعًا، وهو مرض الزهايمر، وتباطؤ التراجع المعرفي، حدد العلماء الأمريكيون قائمة من 15 من أهم العادات الغذائية التي يجب تبنيها، حيث وجد أن أولئك الذين تناولوا الكثير من الخضروات الورقية وبعض أنواع التوت، لديهم مخاطر منخفضة بشكل خاص.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه الرغم من المعتقدات الشائعة، ليس من الضروري قطع الكربوهيدرات بشكل كبير لتحقيق مستوى صحي من السكر في الدم، حيث أكدت ليزا جاتنبى، أخصائية تغذية متخصصة في إصابات الدماغ: "من الخطأ التركيز فقط على الكربوهيدرات كمذنب، عندما يكون لممارسة التمارين الرياضية بانتظام وفقدان الوزن تأثير أكبر على المدى الطويل، موضحة أنه على الرغم من أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تؤدي بالفعل إلى فقدان الوزن على المدى القصير، فهي ليست أفضل على المدى الطويل من الأنظمة الغذائية الأخرى، مثل الخطط منخفضة الدهون أو منخفضة السعرات الحرارية.
وأضافت جاتنبى: "إن منع تناول الأطعمة مثل الخبز، والقمح، والشوفان، بالكامل يمكن أن يكون ضارًا بصحة الدماغ، حيث يوصى بتناول الحبوب الكاملة كجزء من كل من صحة القلب ومنع الالتهابات، موضحة أن الألياف لا تقلل فقط من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، من خلال مساعدة الطعام المهضوم على الانتقال إلى داخل الجسم وخارجه، فقد ثبت أيضًا أنها تساعد في منع تراكم الدهون في الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى بقية الجسم، كما أنها تحافظ على ضغط الدم ثابتًا، مما يوفر إمدادًا أفضل بالأكسجين والمواد الغذائية للدماغ.
وأشارت إلى، إنه من المعقول مراقبة تناول السكر، توصي الصحة العامة فى إنجلترا، بالحفاظ على تناول السكريات الموجودة في العسل، وعصير الفاكهة، إلى 30 جم، أى حوالى 7 ملاعق صغيرة يوميا، إن التوازن العام لنظامك الغذائى المتنوع هو المفتاح للصحة.