أيقونة الأديب الكبير الراحل عباس العقاد الروائية، هى رواية "سارة"، وهى الرواية الوحيدة التى أصدرها صاحب العبقريات، الصادرة عام 1938، وعلى الرغم من أنها الوحيدة لعملاق الأدب "العقاد"، فإنه نجح كالعادة فى تجسيد الحالة النفسية لبطلها بحرفية أدبية رائعة، وحكى فيها العقاد إحدى تجاربه العاطفية القاسية التى ظل أَثرها المرير باقيًا فى قلبه حتى نهاية حياته.
قسم العقاد روايته "سارة" إلى 16 فصلاً تدل عناوينها على هوية كل فصل "أهو أنت، موعد، الشكوك، الرقابة، وكيف الرقابة، مضحكات الرقابة، القطيعة، من هي، وجوه، كيف عرفها، أيام، لماذا هام بها، حبان، لماذا شك فيها، جلاء الحقيقة".
رواية سارة
"سارة" بطلة الرواية امرأة شابة يتعرف إليها بطل الرواية "همام" في نزل مفروش تديره امرأة فرنسية تدعى ماريانا، فأعجب همام بسارة وبطريقة حديثها ولباسها وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما لتتحول إلى مواعيد وخلوات بعثت السرور فى قلب "همام"، وهو رجل شاب ميسور الحال غير متزوج يعيش فى حى حديث، ويتردد على أماكن الترفيه، ولديه شلة من الأصدقاء الذين يتسامر معهم على طريقة حياة الثلاثينيات في مصر التي قدمتها السينما العربية، فكان يحدثهم عن حبه الجديد، وكانوا بدورهم يزرعون في نفسه الشك، لأنها امرأة لعوب، وهو ليس أكثر من عابر سبيل في حياتها سرعان ما ستهجره.
لكنّ همام لم يكن يرى فيها ذلك الجانب الذي حذره منه الأصدقاء؛ فهي فتاة متعلمة في الغرب، وتنتمي إلى الحياة العصرية ولديها روح مرحة محبة للحياة.
كانت تدور بين العاشقين حوارات فلسفية عميقة تكشف عن جانب ثقافي لدى كل منهما، وكانت أغلب مواعيدهما تتم في السينما، حيث يشاهدان فيلماً ثم يخرجان للتنزه على الطرقات الخلفية، أو يجلسان في مكان قصي يراقبان غروب الشمس مثل أي عاشقين ذائبين في بحر الحب.
لكن همام لم يكن يرى فيها ذلك الجانب الذى حذره منه الأصدقاء؛ فهى فتاة متعلمة فى الغرب، وتنتمى إلى الحياة العصرية ولديها روح مرحة محبة للحياة.
كانت تدور بين العاشقين حوارات فلسفية عميقة تكشف عن جانب ثقافي لدى كل منهما، وكانت أغلب مواعيدهما تتم في السينما، حيث يشاهدان فيلماً ثم يخرجان للتنزه على الطرقات الخلفية، أو يجلسان في مكان قصي يراقبان غروب الشمس مثل أي عاشقين ذائبين في بحر الحب.
ووفقا لمجلة الفيصل العددان 499-500، الصادر فى مايو 2018، فإن الكاتب الكبير مأمون الشناوى، أوضح فى إحدى جلساته مع العقاد، وجهة نظره فى كتاباته الشعرية، وتكرار اسم هند، حيث إنه كان يرى أن الأخيرة ما هى إلا اسم مستعمار لمى زيادة، كما أن روايته سارة لم تكن إلا مى أيضا، وهنا تفاجأ العقاد بتحليل الشناوى لذلك قال له: "لقد حاولت جهدى أن أكتم الحقيقة عن أقرب الناس إلى وكان فى عزمى أن أجهر بها يوما، لكن أن يصبح هوانا العفيف تاريخا يجب أن يسجل، وأنا عندى من رسائل مى إلى وعندها من رسائلى إليها، ما يصلح كتابا يصور علاقتى بها".
وفى كتابه " غرام الكبار في صالون مي زيادة" يقول الكاتب أنيس الدغيدى، إن العقاد وصف فى روايته "سارة" طبيعة علاقته بمى دون التصريح باسمها، بل اختار اسمها مستعارا لها هو "هند".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة