على نفس الوتيرة طوال شهور، فإن التصريحات والتقارير التى تصدر من جهات علمية وطبية كثيرا ما تتناقض مع غيرها، حتى فى الدولة الواحدة، وفى الوقت الذى تشدد فيه دول العالم القيود والإجراءات، خشية موجة ثانية من «كوفيد - 19»، فإن الغموض لا يزال مستمرا فيما يتعلق بانتقال أو علاج الفيروس عبر العالم.
وبدأت دول أوروبا وآسيا فرض إجراءات، مثلما هو حادث فى إيطاليا وألمانيا والنمسا وفرنسا وكوريا الجنوبية والهند. وإسبانيا وأغلب دول العالم بعد اقتراب الإصابات من 25 مليونا والوفيات 900 ألف، وسط صمت حول مصير اللقاحات التى سبق وأعلنت عنها جهات متعددة فى العالم. مازال اللقاح الروسى فى طور التجارب، وهناك صمت من جانب أوروبا تجاه اللقاح، فى وقت توقف فيه الحديث عن لقاح أكسفورد أو غيره، ونفس الأمر فيما يتعلق باللقاح الصينى.
فى أوروبا بدأ توقع عودة المواطنين من العطل والشواطئ.
وتخشى إيطاليا أول دولة أوروبية تفشى فيها الوباء، حدوث موجة ثانية، بعد عدد قياسى من الإصابات منذ تفشى الوباء فى مارس، وفى ألمانيا أيضا ازداد عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد فى الأيام الأخيرة، بسبب عودة أعداد كبيرة من السياح الألمان بعد قضاء إجازاتهم فى مناطق ينتشر فيها الفيروس فى الخارج، وفقا للسلطات.
وفى إيرلندا، فقد قررت السلطات هذا الأسبوع تشديد القيود على التجمعات بستة أشخاص فى مكان واحد مغلق.
وفى باريس، فُرضت تدابير صارمة لضبط الخروج المتوقع للحشود بعد نهائى دورى أبطال أوروبا لكرة القدم، ولفت وزير الصحة الفرنسى أوليفييه فيران إلى أن الوباء «لم يتوقف عن الانتشار، ولم تتم السيطرة عليه إلا خلال فترة الإغلاق، مشددا على أنه بعد إلغاء التدابير التى كانت مفروضة لمكافحة الفيروس، سيعود الوباء ويتفشى مرة جديدة.
وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى هى أكثر المناطق تضررا بالوباء، حيث أودى الفيروس بحياة أكثر من 255 ألف شخص، وتم تسجيل أكثر من نصف عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد - 19 فى العالم فى أربع دول، الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والهند، وقد توفى أكثر من 60 ألف شخص بالوباء فى المكسيك.
ووسط هذا كله، لاتزال سيناريوهات المرض والعلاج غامضة، وتتداخل فيها العناصر السياسية بالقرارات التجارية والاقتصادية، حيث يبدو الحديث عن موجة ثانية هو أيضا ضمن نظريات، ففى حين يعلن قطاع من العلماء أن موجة ثانية تبدأ من الوباء، يؤكد آخرون أن نفس الموجة مستمرة وأن كوفيد 19 معنا لسنوات قادمة، مثلما أعلن خبير بريطانى مؤخرا.
خاصة مع ظهور دراسات عن أعراض جديدة مرافقة للفيروس، مثل الأعراض المعوية والتنفسية، وحتى بعد التعافى، هناك احتمالات لأعراض خطرة، ومضاعفات بعد 3 أشهر من التعافى، ومن الصعب تحديد مجال حاسم يمكن التحرك خلاله وسط غموض شديد بالرغم من تعدد الجهات العلمية والطبية، وحتى فى بروتوكولات العلاج، هناك تباين وتناقض كبير بين الأطباء والمدارس الطبية، وحتى فى نفس الهيئة الطبية.
فخلال أقل من أسبوع تحول رأى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية تجاه استعمال بلازما المتعافين، وبعد أن أعلنت FDA تعليق الموافقة على استعمال البلازما لعلاج كورونا لعدم فاعليتها للحد من الوفيات، كما نشرت «ديلى ميل» البريطانية، عادت نفس الهيئة لتجيز استخدام البلازما، بل وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه وقع مرسوما بإقرار استخدام البلازما، بل إن ترامب اعتبر هذا انتصارا، بالرغم من أن هناك دولا مختلفة تستخدم بلازما المتعافين منذ شهور، وبعضها حقق نتائج والبعض الآخر لم يحقق، بينما يربط بعض الأطباء بين البلازما وبروتوكولات العلاج المتبعة التى تجعلها أكثر فاعلية فى العلاج.
تظل كورونا تسبح فى الغموض انتظارا لأخبار ينتظرها الناس فى العالم دون جدوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة