1- ثمانون بالمائة من صراعات العالم الحالية فى منطقتنا الممتدة من موريتانيا إلى أفغانستان أو ما يطلق عليه الشرق الأوسط الكبير. إنها منطقة شائكة وقوس الأزمات يحيط بها ويتغلغل داخلها، حدود دولها قلقة ومطامع قياداتها غير رشيدة وأسلحتها كثيرة وتاريخها دموى.
2- يقال إن العدو العاقل خير من الصديق الأحمق، والمنطقة مليئة بالحمقى سواء عن جهل أو طمع. إسرائيل عدو لكنها عاقلة لأنها لا تود أن توسع دائرة أعدائها النشطين ضدها، فلا تحارب مصر ولا تحارب الأردن وتقصر نشاطها على التواجد الإيرانى فى لبنان حزب الله، وسوريا نظام بشار، وغزة حماس.
3- تركيا يفترض أنها صديق، ولكن يحكمها شخص أحمق أراد ويريد أن تصبح بلاده قوة عظمى، هو ووزير خارجيته ووزير داخليته قالوا هذا نصا، دون أن يمتلك مقومات القوة العظمى فيكفى أن اقتصاد بلاده يتراجع بمعدلات هائلة رغما عن أنه كان يحقق نجاحات استثنائية فى أول عشر سنوات من وصول حزبه إلى السلطة بدءا من سنة 2000.
4- مقالة حديثة نشرتها صحيفة جيروزالم بوست عن «الخطر التركى» الذى قال رئيس الموساد، يوسى كوهين، إنه أصبح لا يقل فى تهديده عن «الخطر الإيرانى» فى معاداة إسرائيل وحلفائها فى المنطقة.
5- وتعدد المقالة مؤشرات العداء التركى لإسرائيل سواء فى ما يتعلق باستضافة قيادات حماس ومنح بعضهم جنسية تركيا، والتهديد بسحب السفير التركى من الإمارات وقطع العلاقات معها بعد إعلان الاعتراف الدبلوماسى المتبادل بينهم، ودعم جماعة الإخوان كجزء من حجة تركيا بوقوفها بجوار الثورات العربية الديمقراطية رغما عن أن تركيا تؤيد حكاما مستبدين فى أماكن أخرى مثل رئيس بيلاروسيا، والسعى للحصول على قواعد صواريخ دفاع جوى اس 300 من روسيا ضد إرادة حلف النيتو التى هى عضو فيه، والإشارة الدائمة إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى فى مناسبات عدة وآخرها عند تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، كما يرى الموساد أن تركيا تحاول بالتعاون مع قطر وباكستان وإيران وماليزيا وحماس وحكومة السراج فى ليبيا إلى تكوين تحالف من الإخوان فى مواجهة قوى الاعتدال فى المنطقة مثل مصر والإمارات والسعودية والبحرين والأردن وإسرائيل.
6- وترصد إسرائيل كذلك حالة النشاط الجشع لتركيا فى البحر المتوسط بحثا عن الغاز ضاربة عرض الحائط بمصالح الدول الأخرى من شركائها فى البحر المتوسط مثل فرنسا واليونان وقبرص ولبنان ومصر. وتقف إسرائيل فى نفس الخندق مع هذه الدول ضد الأطماع التركية.
7- طبعا نحن كمصريين لا توجد عندنا أى مشكلة أن تدخل تركيا فى صراع مع إسرائيل، ولكن السؤال هو كيف يتحول أردوغان، أو كما أحب أن أسميه «أردوغاززز»، ببلده من صديقة للدول العربية وعدو إلى إسرائيل إلى أن تصبح صديقا للإخوان وعدوة للدول العربية وتجعل الدول العربية تقبل التحالف مع إسرائيل ضد دولة ذات أغلبية مسلمة مثل تركيا.
8- ألا يؤشر هذا إلى أن الأيديولوجية الإسلاماسية أى الإسلام السياسى، أينما حلت خلقت فتنا وفرقت أتباع الدين الواحد إلى شيع، ولو كانوا متفرقين، زادتهم فرقة وتشرذما؟
9- المشروع الإسرائيلى والمشروع التركى والمشروع الإيرانى والمشروع الإثيوبى كلها مشاريع لن تنجح إلا إذا تحقق شرطان: تشرذم العرب واتحد أعداؤهم.
10- يوم أن يقف التحالف العربى المصرى السعودى الإماراتى البحرينى الأردنى على قلب رجل واحد متحالفين مع القوى الكبرى الغربية، أمريكا وفرنسا وألمانيا بالأساس، مع حد أدنى من تنسيق مواقف مع الصين وروسيا فإن فرص التحالف العربى فى إجبار القوى الإقليمية على تطوير استجابات متسقة مع مصالح هذا التحالف تكون أعلى.
11- ببساطة من اتحد ينتصر، ومن تفرق هزم.