توافر التمويل اللازم هو سر نجاح أى مشروع بالنسبة للمطور العقارى وخاصة للشركات الناشئة التى ترغب فى دخول السوق العقارى المصرى، ولكن هل يجدى هذا التمويل المتوافر فى حال عدم وجود خبرة جيدة لمثل هذه الشركات الناشئة؟ وكيف يتسنى لهذه الشركات تحقيق نجاح وتقدم والوصول لنتائج جيدة، حال عدم توافر اللازم؟
هناك شروط وقواعد أساسية يجب أن يفهمها الراغب فى الدخول فى مجال الاستثمار العقارى، يأتى فى مقدمتها أن يحدد هدفه، هل دخول السوق العقارى من أجل تحقيق أرباح كبيرة؟ بغض النظر عن نوع المشروع ونسبة التنفيذ، فإذا كان هذا هو الهدف الأساسى للمطور فسريعا ما سيلفظه السوق العقارى فى الوقت الحالى لعدة أسباب فى مقدمتها أن كثرة المعروض من المشروعات العقارية، فضلا عن تراجع السيولة المالية، وهو ما يجبر المطور أن يقدم كل ما هو جديد فى القطاع العقارى، وأن يكون المصداقية والالتزام بمواعيد التنفيذ مع العملاء هو الهدف الحقيقى الذى يضعه دائما فى نصب عينيه، حتى يحصل على ثقة العملاء ويستطيع أن يثبت اسمه بسهوله داخل السوق العقارى المصرى، فالعميل أصبح على علم وأكثر وعيا عن الماضى، وأن العروض الوهمية التى نشاهدها من بعض الشركات سريعا ما تضع أصحابها فى السجن أو فى خانة ما يسمى بالشركات العقارية الوهمية، والامثلة على ذلك كثيرة.
الخبرة من وجهة نظرى تسبق التمويل، فالتمويل بدون خبرة لا يقدم جديد، أما الخبرة هى من تستطيع ان تجلب التمويل، وخاصة الخبرة فى تسويق المشروع الخاص بالشركة وكيف يمكن إقناع العميل أن هذه الشركة أفضل من غيرها، وكما هو معروف أن الخبرة لا تأتى من خلال الدراسات والكلام الموجود فى الكتب، ولكن تأتى من خلال تجارب عملية على أرض الواقع واستعراض كافة تجارب الشركات الرائدة وكيف استطاعت فى وقت قصير أن تصبح علامة تجارية وتثبت اسمها داخل السوق وسط الكبار، ومن هنا نود أن نوضح أن هناك فرق كبير بين ما هو معروف بالتطوير العقارى، والاستثمار العقارى، لان هذا المفهوم يختلط على بعض الشركات العقارية نفسها وليس المواطن فقط، وهو عادة ما أسمعه من بعض الشركات الصغيرة التى تسمى نفسها مطور عقارى وليس مستثمر عقارى، وبمجرد سماع تلك الجملة أتأكد أن هذا الشخص لن يستمر طويلا فى السوق العقارى لأنه ليس لديه بديهيات المهنة التى يعمل بها.
عزيز المطور الشاب، المطور العقارى، هو عادة ما يكون لديه فكرة مشروع عقارى فيقوم بشراء الأرض ويقوم بتوفير التمويل اللازم لبناء وتشييد العقار، فالمطور إما يقوم ببناء العقارات بنفسه او يقوم بالتعاقد مع مقاول لبناء وتشييد العقارات، ويعمل المطورون العقاريون مع العديد من الأشخاص المختلفين على مدى مراحل عملية التطوير العقارى بما في ذلك المهندسين المعماريين ومخططي المدن والمهندسين والمساحين والمفتشين الحكوميين والمقاولين والمحامين ووكلاء التأجير "السماسرة"، وهناك تعريف أشمل وأعم وهو " المطوِّر العقاري: هو شخص أو شركة تقوم بتطوير منطقة أو موقع معيَّن، أو إعادة بناء كيان قائم وتحديثه، حيث تقوم بوضع فكرة المشروع، ودراسة الجدوى، ومصادر التمويل، وتحديد الاستشاري، والمقاول، ودراسة التسويق، واستراتيجية المبيعات؛ ليُسهم ذلك كله في نجاح المشروع بشكل متميّز.
وأؤكد أن هناك اختلا ف كبير بين المطور والمستثمر، ومن أبرز هذه الاختلافات هى أن المطور العقاري دائمًا ما يبحث عن وحدات عقارية مهملة ليستفيد منها ويستفيد المجتمع منها أيضًا، وكذلك يقوم بالبحث عن أراض جديدة غير مستخدمة ويقوم بإعادة استغلالها، في حين أن المستثمر يسعى دائمًا وراء الأرباح حيث يبحث عن عمليات بيع وشراء العقارات والاستفادة منها استفادة كاملة، أما دور شركات التطوير العقاري فيتمثَّل في إيجاد أراضٍ خامٍ جديدة، تسعى من خلالها إلى إخراج منتجاتٍ عقارية تلبّي حاجة المجتمع بشكل حقيقي، ما بين منتجات سكنية أو صناعية أو تجارية.
وفى الختام، أود أن أؤكد على أن نجاح التسويق العقارى لأى مشروع سواء لشركة ناشئة أم شركة موجودة لها عشرات السنين دون أن تحقق اسم وسط الكبار، هو الخبرة فى كيفية استقطاب العميل للمشروع واتباع أحدث السبل فى عمليات التسويق غير التقليدية، فرغم مرور السوق العقارى بازمة كبيرة فى تراجع المبيعات، إلا ان هناك من الشركات الكبرى ما استطاعت تحقيق مليارات الجنيهات مبيعات ويرجع لقدرتها على اقناع العميل، وسمعتها فى تسليم المشروعات فى المواعيد المحددة رغم كل التحديات، واختم مقالى بأن تثبيت الاسم فى الوقت الراهن وسط مئات او الاف الشركات الموجودة هو الربح الاكبر للشركات الناشئة، فالتغاضى عن الفكرة السائدة عن أن السوق العقارى هو الذهب الأسود، وتحقيق الملايين فى أقل وقت، والعمل على دراسة كافة الأسواق العقارية خارجيا، وتنفيذ ما هو يتناسب مع طبيعة الشعب المصرى، مع مراعاة المصداقية فى المشروعات وعدم التلاعب بأحلام المصريين، من أفضل السبل للنجاح.