على الرغم من تاريخها الطويل في تزييف الحقائق وقلبها وتحويل الانتصارات إلى انكسارات والعكس وفقا لأهواء القائمون على إدارتها، إلا أن قناة الجزيرة القطرية لم تحترف بعد التشويه وصنع الأكاذيب بشكل يواكب التغيرات الإعلامية الكبيرة التي شهدتها الساحة منذ 2011 وحتى اليوم، فمع التطور السريع في نقل الخبر من مصادره الرسمية أضحت مهمة التشويه والتلاعب بمعنويات المشاهدين والمتابعين يتطلب احترافية إلى حد ما تفتقرها القناة القطرية.
قناة الجزيرة التي تطالعنا على رأس كل ساعة بسيل من الأكاذيب طالعتنا منذ ساعات بخبر مشبوه عن تصدير الكهرباء المصرية إلى دول أوروبا، لم يمنح الذراع الإعلامى لتنظيم الحمدين نفسه مهلة كافية لقلب الحقائق وتحويل هذا النجاح إلى فشل في عيون المصريين، وتم نشر خبر غير صحيح بأن سعر التصدير للكيلوواط سيكون أقل من سعره محليا، وذلك للعديد من الأهداف الدنيئة التي دفعت القناة القطرية لارتكاب هذا الجُرم الإعلامى، أولها إحباط الروح المعنوية التي ستُبث إلى أنفس المصريين فور الإعلان عن هذا الخبر المهم.
ونظرا لتسرع القناة القطرية في صنع الكذبة فلم يمر عليها دقائق معدودة حتى فسدت، وفشلت القناة في إطلاق الكذبة بعد صنعها بدقائق.. أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادى، نفى في تصريحات لـ"اليوم السابع" ما نشرته قناة الجزيرة القطرية وما روجه الإخوان حول عزم مصر تصدير الكهرباء إلى أوروبا بأسعار رخيصة أقل من البيع داخل مصر، مؤكدًا أن كل ما يثار حول هذا الأمر مجرد شائعات، وأنه لم يتم تحديد أسعار التصدير بعد من الأساس.
الأمر نفسه أكد عليه الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بأن مشروعات الربط الكهربائى بين مصر وأوروبا وأفريقيا مازالت قيد الدراسة ولم يتم البت فيهم حتى الآن، لافتاً إلى أن الشريك القبرصى سلم الوزارة الكهرباء الدراسات الخاصة بالنواحى الفنية ولم يتم البت فيها حتى الآن.
تناست القناة القطرية "الجزيرة" عاما كاملا من تاريخ مصر كان وجود الكهرباء في كل منزل في ربوع المعمورة على مدار الساعة مجرد "حلم" ورفاهية لا يملكها أحد في هذه الدولة، عاما كاملا كانت مصر تعانى من انقطاع شبه دائم للكهرباء وسط تصريحات هزلية من مسئولي جماعة الإخوان المسلمين كانت تُزيد المصريين غضبا وسخطا على الجماعة وتدعو إلى السخرية في نفس الوقت.
إلى جانب الأغراض الدنيئة لهذه القناة يجب النظر أيضا إلى سبب الفشل الذريع تلك المرة في تشويه الحقيقة وطمس الحقائق، يبدو أن حجم الإنجاز الجديد للإدارة المصرية أفقد القائمون على القناة صوابهم، ما جعلهم يقدمون على خطوة متسرعة غير مدروسة بإطلاق شائعة لا أساس لها من الصحة بشأن سعر تصدير الكهرباء لدول أوروبا قبل الانتهاء من الجوانب الفنية الخاصة بالاتفاقية من الأساس.
أن تتحول مصر من دولة محرومة من الطاقة والكهرباء إلى مُصدر لها بالمنطقة بل وتتمدد لدول أوروبا بالتأكيد هو أمر يُفقد صواب أي معاد لتلك الدولة الكبيرة التي عادت إلى مكانها الطبيعى بين دول العالم، قد لا يُفقدهم صوابهم فقط فقد يعميهم أيضا.
يبدو أن "مصر المنورة" قد سببت عمى لـ"جزيرة قطر".
