شهدت مصر على مدار تاريخها عدة فيضانات منخفضة، كانت تؤدى لمجاعة أو ارتفاع فى الأسعار بالأسواق، كما شهدت عدة فيضانات عارمة، حيث كانت تتلقى مصر من إيراد النيل أكثر من حصتها الحالية، إلا أن المؤرخين يؤكدون أن فيضان عام 1887م هو من أقوى الفيضانات وأشرسها والتى شهدتها مصر فى نهايات القرن التاسع.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" صورا لفيضانات مصر قبل أكثر من 100 عام، وقبل إنشاء السد العالى الذى حمى مصر من مخاطر الفيضانات، وتفسر الصور اللقطات القديمة للأهرامات بجانب مراكب، اعتقد البعض أن النيل كان يصل إلى هناك وتبين أن منسوب الأهرامات العالى، ووصولها إلى هضبة الأهرام كان السبب، وذلك فى ظل الأزمة التى تواجهها الشقيقة السودان، بعد تعرضها لفيضانات عارمة سببت أضرار وخسائر ضخمة.
بلغ إيراد مصر من المياه فى فيضان عام 1887م، نحو 150 مليار متر مكعب من الهضبة الإثيوبية، وهو أعلى إيراد من حصة إتفاقية تقسيم نهر النيل فيما حمل النهر جثث الضحايا من السودان والصعيد حتى المصب كما توقفت حركة المواصلات بين محافظات مصر بسبب طغيان النيل على السكك الحديدية.
ويوضح أرشيف الصحف الصادرة فى نهايات القرن التاسع عشر والتى تحدثت عن قوة الفيضان، إذ أن حركة القطارات وخاصة القطارات الليلية، توقفت مما جعل مصلحة البريد البوسطة سابقًا تنشر إعلانا فى الصحف فى 20 سبتمبر من عام 1887م.
عدة فيضانات ضربت مصر وكانت تؤدى لمجاعة أو ارتفاع فى الأسعار بالأسواق وعلى سبيل المثال "فى شهر ديسمبر عام 1954 بمدينة قنا بصعيد مصر قام أحد الخبازين بزيادة سعر الخبز، مستغلا النقص فى القمح فى ذلك الوقت فقامت السلطات وقتها بالحكم عليه بالجلد فى ميدان عام أمام الناس ليكون عبرة لباقى التجار المستغلين لظروف تلف المحصول نتيجة الفيضان".
وكان المصريون يعتمدون على مقياس لمعرفة منسوب المياه فى النهر العظيم لتقليل مخاطر الفيضان والاستعداد له فى كل عام.
وجاء بناء مقياس النيل بجزيرة الروضة فى إطار حرص المصريين على متابعة وقياس منسوب نهر النيل على مدار العصور، والحق أنه لم يبق من المقاييس التي بناها المصريين قبل الإسلام وبعده الكثير نظرًا لتعرضها للتدمير نتيجة الفيضانات المدمرة والمستمرة للنهر.