من الأحاديث التى استقرت جيلا بعد جيل فى الوجدان المصرى، ذلك القائل، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. ويقينى أن فصيل الإخوان بعيدون عن هذا المثل، كما هم بعيدون عن كل ما هو مصرى أصيل، ففى نفس التوقيت من العام الماضى صدّرت جماعة الشر الأراجوز المهرج، محمد على، على أنه قائد ثورة جديدة يعود بعدها إخوان الشر للحكم، وكأن مشهد الملايين التى خرجت تتحدى إرهابهم الوحشى فى الثلاثين من يونيو عام 2013، لتلقى بهم إلى خارج المواقع الرسمية التى احتلوها بالغش والخداع، قد بُهت أو ربما اختفى من الذاكرة الوطنية.. ومرت الأيام التى ادعوا أنها ستشهد مظاهرات عارمة دون أن يجتمع ولو العشرات، تلبية للدعوة البالغة الغباء.. ورغم تلك التجربة المريرة مرارة العلقم بالنسبة لجماعة الشر، فقد عادوا بذات الغباء يصدرون نفس الأراجوز «لقيادة ثورة» تعيدهم إلى حكم مصر.. وربما توهموا أنهم سوف يجذبون الملايين إلى «ثورتهم» تلك لدى تذكيرهم بتجربة السنة السوداء، بل حالكة السواد، والتى كنا نكاد نتقاتل خلالها للفوز برغيف، تحت سمع وبصر العالم.. وليس هذا فقط بل حاولوا إغراء الملايين بالعودة مجددا إلى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميا، وتكرار حوادث التثبيت على الطرق، وتجريد أصحاب السيارات أو السائقين من كل ما معهم من نقود وغيرها.. وكيف لا يحن المصريون إلى مشهد تلال القمامة فى كل شوارعنا، وتلوث النهر الذى لا حياة لنا من دونه، بأبشع الصور وكأنها إحدى صفحات المؤامرة ضد شعب مصر، وكذلك ينتظرون منا تشجيعهم على تدمير كل معالمنا الحضارية، بما فيها الأهرام، التى قال حافظ إبراهيم عنها: وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى.. وكيف لا نستجيب للأراجوز لنعيد من نشبوا أظافرهم الملوثة فى سجل الفن المصرى، قوتنا الناعمة والتى نفتخر بها، لما حققته من مكانة رائعة للوطن، وتوهم إخوان الشر أننا نَحِن إلى «شيوخهم» المبشرين دوما بالقتل والدمار والترويع، وتقزيم أم الدنيا بحيث تكون دويلة فى الإمبراطورية العثمانية، وهو ما تبين لدى استقبالهم لأردوغان واحتفائهم به، كخليفة، إبان زيارته لمصر..غير أن أهم ما يرون أنه حافز لنا لإعادتهم إلى الحكم، الحرب الشعواء التى شنوها بصورة فاقت أى عدو خارجى، ضد قواتنا المسلحة وشرطتنا وقضائنا وكل مؤسساتنا الوطنية، حتى يجردونا من أسباب قوتنا وحمايتنا ويحولوا أم الدنيا إلى خرابة، كما سبق لهم ونفذوا مخططات التخريب فى أقطار عربية أخرى، وكأنهم يتوقعون بخيالهم المريض والمشوه أن ذاكرتنا ذاكرة سمك..إذن، كيف يمكننا تفسير هذه المحاولة الفاشلة، حيث يتحد المصريون خلف قيادتهم، التى حمت وحدة الوطن، أرضا وشعبا؟ أظن أن هؤلاء المرتزقة منذ شكلتهم بريطانيا فى القرن الماضى لا يؤمنون بأى قيم ولا يحترمون معنى الوطن، الذى وصفه كبيرهم بأنه حفنة من التراب العفن، فى الوقت الذى نشعر نحن فيه أن الروح فداء له ولا تغلى عليه.. إن من يستفيد من دروس الماضى كائن يعى ويشعر، ويؤمن بمبادئ وقيم، بينما هم مجرد أدوات، تدفع لهم جهات بعينها وينفذون ما يملى عليهم مقابل مبالغ تتراوح ما بين العشرات والمليارات من الدولارات.. ولا أظن أنهم يجهلون ما تم فى مصر من إنجازات أذهلت العالم، لكنهم كما أشرت أدوات تنفذ كل ما يمكن أن يلحق الضرر بمصر، لكن خيّب الله والشعب العظيم ظنهم، وستلاحقهم الخيبة حتى مقابرهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة