100 مجموعة قصصية.. "السهو والخطأ" حكايات الناس فى أطراف المدينة

السبت، 16 يناير 2021 06:00 ص
100 مجموعة قصصية.. "السهو والخطأ" حكايات الناس فى أطراف المدينة غلاف المجموعة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"فى كتابة حسن عبد الموجود لا يحتاج الإنسان سبباً لكى يضيع، يهيأ لك أنك أمام ذوات نفضت عن نفسها للتو رماد المقبرة، كأنها بُعِثت من رقاد حيوات مديدة سابقة ظلت راكدة ولا أمل، بل لا رغبة، فى إلقاء حجر يحرك بعض ماءها" هكذا تحدث الروائى والقاص طارق إمام عن القاص حسن عبد الموجود، وعن كتاباته القصصية.
 
ولعل "عبد الموجود" أحد المخلصين لفن القصة، كتاباته ملهمة تشعر وأنك أمام عالم ملئ بالعبثية، فرغم أنه يقدم رؤى وحكايات تبدو واقعية لكنه يستعير من واقعية الحياة، ويبنى عليها من عالمه الخاص، الملئ بالتشويق، ولعل من بين أبرز ما كتب "عبد الموجود" تأتى مجموعته القصصية "السهو والخطأ" الصادرة عن دار الكتب خان عام 2016.
 
السهو والخطأ
 
وفى كتابه القصصى الأحدث، يبرع حسن عبد الموجود فى تشييد عالمٍ سردى اختُبرت عناصره بأشد الطرائق الفنية رهافةً وحدّة، نصاً تلو الآخر، ينهض الفرد، وحيداً وأعزل، على أنقاض صورةٍ ثقيلة يتركها الوجود على حائطه، صورة زائفة فى الغالب لا سبيل لمقاومتها سوى بصورتها الضد، حيث هو عالم افتراضى يدفع به الفرد مدعوماً بالسلاح الوحيد الذى يلائم أعزل: السخرية التى تطفو بثقل الواقع نحو خفة حلم اليقظة، بهذه الطريقة فقط، يمكن للطرافة أن تصير وجهاً فنياً للكابوس، وهو ما تجسده النصوص الخمس عشرة فى "السهو والخطأ".
 
هذه قصص تقتات على أطراف المدينة أو أمكنتها التى تلائم العابرين. الضواحى البعيدة، أماكن العمل الضيقة المقبضة، الشقق المتاحة للغرباء والبارات المنسية هى الأمكنة الأثيرة هنا، حيث العزلة أكيدة، ولا فارق كبير بين بيت وشارع، أو غرفة ومقبرة، ثمة بطل ترك بطولته فى مكان ما، ولم يعد يملك سوى التأكد من أنه ما يزال موجوداً، بتمرين يائس على رفع اليد أو محاولة عبثية لتمييز زوجته بين أختين متطابقتين أو، حتى، بمجرد التأكد من أن جاره شخص حقيقي، فى جميع الأحوال ستطل الغرابة برأسها من أشد اللحظات عمومية: هكذا يتقاطع وقوع كلب من شرفة منزلية، مع سقوط سرب سيارات على المارة من فوق "كوبرى السيدة"، مثلما يرجّع احتضار شجرة.. صدى صرخة قطيع غربان.
 
ومجدداً، يبرع صاحب "ساق وحيدة" فى استخدام شديد الخصوصية للغة، حيث تجيد اللغة التواصلية، وقد نُزعت عنها تعقيدات البلاغة الفائضة، اختراق السطوح الظاهرية للمشاهد، لتحول فعل السرد إلى فعل استبطان، مدعوم بطاقةٍ إيحائية توظف اللغة السردية أقصى إمكاناتها، كاشفةً فى الأخير عن تعقيد الذات الإنسانية وهى تواجه ضجيج العالم بأعمق طرق المقاومة: تحويل الوجود لمشهد لا وجود له إلا فى مخيلة صاحبه، وحيث "صورنا فى المرآة ليست متطابقة تماما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة