من المعروف بيننا أن عدو الزوجة الأول هو ضرتها، فهما لا يجتمعان على خير واحد إلا النفاق للزوج، لكسب حبه وعطفه وما فى "جيبه" أيضا، لكن لن تجد سيدة تحب "ضرتها" كنفسها على الإطلاق، فكل منهما تنتظر يوم الخلاص من الأخرى، ولكنك قد تجد عكس ذلك تماما حال رحيل الزوج، حيث زوال سبب الخلاف الأساسى، ووقتها فقط قد تنتهى كل المشكلات التي تجمعهما.
الزوجة "الشاطرة" هي من تستطيع أن "تأكل بعقل ضرتها حلاوة" والتي تنجح في ترويض "ضرتها" لدرجة العيش معا تحت سقف واحد، لكن تلك التي تظل في صراع مع ضرتها بسبب وبدون طوال الوقت، لن تكسب من وراء ذلك إلا المشاكل والأمراض، وربما يستشيط الزوج غضبا من أفعالها إلى أن يصل الأمر للطلاق، لتكتشف أنها كانت تسعى وراء السراب.
استوقفنى وأثار غيظى وحفيظتى اليوم خبر قتل ربة منزل لضرتها في أطفيح بمحافظة الجيزة، حيث الطريقة البشعة التي تخلصت بها السيدة من ضرتها، بعد أن اعترفت بأنها انتهزت فرصة نوم الضحية بغرفتها، وضربتها بقطعة حديد على رأسها، حتى فقدت وعيها، ثم أغلقت عليها غرفة داخل المنزل، ثم سكبت عليها "مواد حارقة" وأشعلت في جسدها النيران، حتى تأكدت من وفاتها، والغريب أنه بعد ذلك استغاثت بشقيق الزوج، لإبعاد الشبهة عنها.
لا أجد أي مبرر لما فعلته "سيدة أطفيح"، وإن كان السبب الرئيسى لوقوع تلك الجريمة هو "الغيرة"، فهى بخطة شيطانية وأدوات بسيطة جدا وفى متناول الجميع، أصبحت متهمة بقضية قتل مع سبق الإصرار والترصد، وتنتظر المحاكمة الجنائية التي قد تسفر عن إعدامها أو معاقبتها بالمؤبد أو السجن المشدد، فكانت "الغيرة القاتلة" السبب في حبسها وإبعادها عن المشهد تماما.
كان من الأولى والأفضل بالنسبة للمتهمة أن تترك لضرتها المنزل، لترتاح بعض الوقت في "بيت أبوها"، أو أن تصمم على العيش مع زوجها في مكان منفصل عن مكان ضرتها، وإن كانت لا تتحمل وجود ضرتها في حياتها بالأساس كان عليها طلب الطلاق سواء بالمعروف والرضا بينها وبين زوجها، أو الطلاق للضرر حال تعقد الأمور، أو حتى "تخلعه"، فتعيش بدونه وضرتها في حالها وبعيدا عن وساوس الشيطان، أفضل وأحب إلى الله بدلا من هذه النهاية المأساوية الحزينة، فكان للرجل زوجتين ماتت إحداهما، وتنتظر الثانية الحكم بالسجن أو الإعدام، بينما تحل الكارثة والخسارة الكبرى على الجميع، ويظل مصير الأبناء مجهولا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة