تحل اليوم الجمعة، الذكرى 51 للملحمة التاريخية التى سطرها أهالى مدينة الغردقة، بالاشتراك مع القوات المسلحة، إبان حرب الاستنزاف فى 22 يناير عام 1970 ضد العدوان الإسرائيلى على الجزيرة.
وتعود تفاصيل تلك المعركة ليناير عام 1970، حيث حرب الاستنزاف، التى دارت بين القوات الإسرائيلية والقوات المسلحة، حيث هاجم الإسرائيليون الجزيرة فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970، وشهدت الجزيرة ملحمة شعبية، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال، والتى شاركهم فيها صيادو البحر الأحمر.
وتبعد جزيرة شدوان عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وكانت تؤمن الجزيرة فى ذلك التوقيت سرية من الصاعقة ورادار بحرى، وقامت قوات العدو الإسرائيلى بهجوم ضخم على الجزيرة، شملت قصف جوى وبحرى استمر عدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة للقوات المسلحة، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار. وكان هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذى يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوا و"لنشاتها" بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة فى مراكب الصيد من شاطىء الغردقة إلى جزيرة شدوان.
واستمر القتال لمدة 36 ساعة كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.
وفى صباح اليوم التالى للمعركة الموافق 23 يناير 1970، صدر بيان عسكرى مصرى قال إن "العدو بدأ فى الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان، وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوى لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة فى البحر".
وأضاف البيان الذى أذيع آنذاك من الجيش المصري، أن العدو هاجم بواسطة قواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاى هوك الأمريكية الصنع، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له فى المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل دفاعنا الجوى أسقطت له طائرة أخرى.
وخاضت القوات المصرية المعركة ببسالة وأنزلت بالقوات المهاجمة خسائر جسيمة فى الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح وتمكنت وسائل الدفاع الجوى المصرية من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز "ميراج" والثانية من طراز "سكاى هوك".
وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها فى الجزيرة.
وكان العدو الإسرائيلى قد أعلن مساء ليلة القتال الأولى أن قواته "لا تجد مقاومة على الجزيرة!" إلا أنه عاد واعترف فى الثالثة من بعد ظهر اليوم التالى أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.
وفى اليوم التالى للقتال اشتركت القوات الجوية فى المعركة وقصفت المواقع التى تمكن العدو من النزول عليها فى شدوان وألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات فى الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية بأعمال رائعة لتعزيز القوة المصرية على الجزيرة.
وشهدت المعركة بطولات من الصعب حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحرى على الجزيرة .
ونقل عن رئيس الأركان الإسرائيلي، حاييم بارليف، فى تلك التوقيت، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات الإسرائيلية ويقاتلون بضراوة شبرا فشبرا للاحتفاظ بالجزيرة بأى ثمن.
ومن أبطال معركة شدوان المقدم أركان حرب حسنى محمد حماد هو أحد شهداء معركة شدوان، ومن الصيادين الريس حميد عتيق وشقيقه محمد عتيق والريس عبد اللاه محمد سعيد، البطل الذى ظل يشارك فى العمليات العسكرية طوال فترة حرب الاستنزاف ومعركة شدوان، والريس أحمد جادالله، وفوزى الرموزي.
وفى 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، في الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة، وأصبح يوم 22 يناير من كل عام عيدا قوميا لمحافظة البحر الأحمر، وأصبحت شدوان أغلى الجزر البحرية، على أهالى البحر الأحمر.