رصدت دراسة حديثة نشاط تنظيم داعش خلال عام 2020 بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا، حيث كشف رسم بياني أن إجمالي عمليات التنظيم في العراق بلغ 1416 عملية، وفى سوريا 568 عملية، و386 عملية فى غرب أفريقيا، و88 عملية بوسط أفريقيا،و81 عملية فى خراسان، و66 في اليمن، و33 في الصومال.
وأشارت الدراسة الصادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أن تعامل التنظيم مع فيروس "كورونا" اتسم بالبراجماتية الشديدة، حيث عمل على استغلال وتوظيف الفيروس على المستوى الإعلامي والعملياتي واللوجيستي، فعلى المستوى الإعلامي، سعى إلى مهاجمة خصومه عبر تصوير تفشي الفيروس كغضب من الله، حيث أشارت مقالة في العدد 220 من صحيفة "النبأ" (الصادر فى 6 فبراير 2020) جاءت تحت عنوان "إن بطش ربك لشديد"، إلى أن انتشار الوباء في الصين مرتبط بممارسات الأخيرة تجاه التنظيم، وفى السياق ذاته، سلطت افتتاحية العدد 223 من صحيفة "النبأ" (الصادر في 27 فبراير 2020) التي جاءت تحت عنوان "ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إلّا إيّاه"، الضوء على تفشي الفيروس في مدينة "قم" الإيرانية، وأكدت أن هذا الوباء عقاب إلهي من الله لمن يعبدون غيره.
وفى مرحلة لاحقة غيّر التنظيم تعاطيه مع الفيروس، إذ سعى إلى تعزيز شرعيته عبر انتهاجه نهج الدول فى تعامله مع عناصره، وذلك بتقديمه نصائح لهم لتجنب الإصابة بالفيروس، حيث خصص الصفحة الأخيرة من العدد 225 من صحيفة "النبأ" (الصادر في 12 مارس 2020) لنشر قائمة شرعية بالتوجيهات لتجنب الأمراض المعدية، وقد تضمنت هذه القائمة عددًا من الإرشادات مثل: تجنب مخالطة المصابين، وغسل اليدين قبل الأكل، وتجنب السفر للمناطق الموبوءة.
أمّا على المستوى العملياتى، فقد دعا عناصره إلى استغلال تفشي الفيروس للقيام بعمليات إرهابية، فجاءت افتتاحية العدد 226 من صحيفة "النبأ" (الصادر في 19 مارس 2020) تحت عنوان "أسوأ كوابيس الصليبيين" لتحثّ عناصره على القيام بعمليات إرهابية داخل المدن الأوروبية استغلالًا للضغط الذى تتعرض لها الأخيرة على المستويين الطبي والأمني. وفي السياق ذاته، لفتت افتتاحية العدد 227 من الصحيفة ذاتها (الصادر في 25 مارس 2020) والتي جاءت تحت عنوان “لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا.. كورونا نموذجًا” إلى الدور الذي لعبه الفيروس في كشف ضعف الولايات المتحدة وعجزها عن التنبؤ به ومواجهته.
وأكدت الدراسة أن التنظيم استغل إجراءات الحظر التي اتبعتها الدول في ظل أزمة "كورونا"، وعمل على تصعيد عملياته في مختلف ولاياته، ولا سيما العراق وسوريا، حيث سجلت زيادة في نشاطه بمعاقله الرئيسية بالتزامن مع تصاعد الإصابات فيهما، وذلك في شهور مارس وأبريل ومايو.
أما على المستوى اللوجيستى، فقد نشرت "لاورى ميلورى" (وهى باحثة أمريكية متخصصة فى شئون الإرهاب) مقالًا تحت عنوان "داعش تحتفظ بموارد مالية ضخمة" فى 25 سبتمبر 2020، وقد تناول المقال الموارد المالية للتنظيم، وكان من بين تلك الموارد استغلال التنظيم وباء "كورونا"، لجنى الأرباح، إذ أسس "مورات تشاكار" (أحد أنصار التنظيم فى تركيا) موقعًا على الإنترنت وأربع صفحات مبيعات على شبكة فيسبوك لبيع أقنعة الوجه وغيرها من معدات صحية، ثم قام بتحويل أرباح المبيعات للتنظيم فتحول الوباء إلى مصدر مالى للتنظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة