فى عام 1957 شاركت مصر فى مهرجان فينسيا الدولى للسينما بفيلم "نساء فى حياتى"، الذى أنتجه وقام ببطولته الفنان الكبير يحيى شاهين وشاركته البطولة هند رستم، وسافرت البعثة المصرية إلى فينسيا ومعها بطلى العمل ومندوب الحكومة المصرية وقتها كليم أبو سيف وحسين حلمى المهندس، وتم استقبال الفيلم استقبالاً جيدًا، رغم أن ميزانية الدعاية له كانت قليلة ولم تتجاوز 300 جنيه فى حين كانت ميزانية الدعاية لبعض الأفلام ومنها الفيلم الأسبانى 4 ألاف جنيه ورغم ذلك حصل الفيلم المصرى على جائزة رمزية خلال المهرجان.
وحكى الفنان الكبير يحيى شاهين عن بعض المواقف التى حدثت له خلال السفر لفينسيا ومنها عندما أراد أن يأكل طعامًا غير الذى يقدمه الفندق الذى نزل به.
وقال شاهين إنه اشتاق لأكلة شعبية تختلف عن الطعام الأوروبى الذى وصفه بأنه "ينشف المصارين"، حيث إنه كان معروفأ بأنه يحب الأكل، ولذلك دعا هند رستم وحسين حلمى المهندس لتناول الطعام فى أحد المطاعم الشعبية فى أحياء فينسيا الشعبية.
وبالفعل ذهب الثلاثة لأحد مطاعم الأسماك، وأخذ بعض السمك ولفت انتباهه فلفلة كبيرة يضعها صاحب المحل فى فاترينة وحولها بعض الديكور ، فأشار لصاحب المطعم عليها ليضعها له مع السمك.
وبعد دقائق جاء صاحب المطعم بالسمك وحمل الفلفلة الكبيرة فى حرص ووضعها أمامهم وأخذ يقطعها بعناية ولطف ليضعها فوق الطبق الكبير.
وقال الفنان الكبير أنهم عندما بدأوا فى تناول الطعام خاب ظنهم فى هذه الفلفلة ذات الشكل الجميل، حيث لم يكن طعمها مثل شكلها، ولم تكن حريفة كما كان يتوقع، وبعدما انتهوا من الأكل طلب الفاتورة.
وذهل يحيى شاهين عندما وجد قيمة الفاتورة 7 آلاف ليرة ، وهو ما يوازى وقتها 6 جنيهات وكان مبلغاً كبيراً فى هذا الوقت، بينما كانت دهشته اكبر عندما وجد ثمن الفلفلة وحدها 3 ألاف ليرة رغم سوء طعمها، وبعد هذا الموقف قرر يحيى شاهين أن يتحمل الطعام الأوروبى حتى يعود إلى وطنه ليتمتع بالطعام الشعبى كما يشاء.
