لم يصادف أن قدمت الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين أعمالاً مسرحية طوال تاريخها الفنى الطويل، وكان للفنانة الكبيرة تجربة واحدة وقفت خلالها أمام الجمهور وعلى المسرح، ولكن كان لهذه التجربة ظروف وملابسات غريبة ومضحكة وحدثت قبل احترافها للفن وهى فى سن الصبا.
وعن هذه التجربة التى لا يعرفها الكثيرون تحدثت مريم فخر الدين فى حوار نادر مشيرة إلى أنها لا تتذكر كيف بدأت هوايتها للفن ولكنها تذكر أنها كانت تعود من المدرسة لتلتقى مع عدد من بنات الجيران ويتحدثن عن الفن وأهله.
وأوضحت الفنانة الجميلة أنها ذات مرة قرأت إحدى صديقاتها عليهن رواية قالت أنها هى التى ألفتها، وأعجبن بها جميعًا وتحمسن لها وقررن أن يقدمنها فى عمل مسرحى، وأخذن يقبلن زميلتهن من شدة الإعجاب بالرواية، وعهدت الصديقات لمريم فخر الدين بتدبير الطريقة التى سيقدمون بها الرواية.
وأشارت الفنانة الجميلة إلى أن تفكيرها هداها إلى استغلال قطعة أرض واسعة تقع بالقرب من منزلها ويوجد بها بعض الأخشاب والطوب، فعرضت الفكرة على باقى صديقاتها باستغلال هذا المكان وما فيه لعمل مسرح وتقديم الرواية، فوافقن وتبرعت كل منهن بمبلغ لاستكمال التجهيزات وبناء المسرح مع استغلال الأخشاب والطوب الموجود فى الأرض، وبالفعل نفذن ما اتفقن عليه، وساهمت مريم فخر الدين بأكبر جزء من المال.
وقالت الفنانة الجميلة أنها وصديقاتها قمن ببناء المسرح وعندما احتجن إلى ستارة استولت هى على مفرش من منزلها لاستخدامه ، ومن باب المجاملة وتقديراً لدورها أطلقت الصديقات اسم مريم فخر الدين على هذا االمسرح، وحددن موعد لعرض الرواية وأسعار التذاكر فكان السعر للرجال والسيدات بقرشين وللأطفال 5 مليمات وللخدم مليمين، وأولت لثلاثة من الصديقات مهمة الوقوف على باب المسرح لبيع التذاكر ومنع الدخول المجانى.
وشهد يوم الحفل إقبالاً من كل الجيران بالمنطقة الذين لم يعبأون بمتاعب الجلوس فوق الأتربة ومخلفات البناء والمقاعد المحطمة، وابدى الجميع إعجابه بالرواية التى نفذتها بنات الحى.
وأقامت الصديقات الحفلة لليوم الثانى وكتبن على التذاكر " فرقة بنات الحى تقدم الليلة على مسرح مريم فخر الدين رواية.."، وأقبل على الحفلة رجال من اصدقاء الجيران ومن الأحياء المجاورة.
واستكملت مريم فخر الدين وقائع هذا القصة قائلة: "ان من بين الحاضرين أديب شاب ظل يتابع الرواية باهتمام، وبعد انتهائها كشف للجميع أن هذه الرواية مسروقة من إحدى المجلات، واتضح أن الصديقة التى ادعت أنها مؤلفة الرواية سرقتها من المجلة ونسبتها لنفسها مستغلة عدم اطلاع صديقاتها على المجلات، أما المفاجة الثانية التى قضت على مسرح مريم فخر الدين فكانت عندما صرخ أحد الحضور مهدداً باستدعاء البوليس ، واتضح انه صاحب الأرض التى أقيم عليها المسرح والخشب والطوب المستخدم فى بنائه، مشيراً إلى أنه سيشكو المدعوة مريم فخر الدين لأنها مكتوب فى التذاكر أنها صاحبة المسرح، وارتبكت الفرقة وتدخل الجيران ، وحاولت الفتيات إرضاء الرجل فعرضن عليه أن يأخذ إيراد الحفلتين الذى لم يتجاوز بضعة قروش ولكنه رفض، فتدخل والد مريم فخر الدين لحل المشكلة حتى لا يشك صاحب الارض ابنته للشرطة، فدفع للرجل 10 جنيهات ثمن الأخشاب والطوب، وكانت هذه نهاية مسرح مريم فخر الدين التى لم تفر بعدها فى تكرار التجربة حتى بعد أن احترفت التمثيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة