ذات مرة كنت أقرأ رواية "أشياء تتداعى" للكاتب الأفريقى الكبير تيشنوا أتشيبى، وكانت فى مقدمتها إشارة إلى الفرنسى آرثر رامبو الشاعر الذى خان الشعر وصار تاجرا للعبيد، وقتها لم أتخيل أن تحدث مثل هذه التحولات لشاعر، لكن عندما قرأت عن رامبو، بعد ذلك، عرفت أن ما سبق ليس الأكثر غرابة فى حياة الشاعر الفرنسي.
فى سنة 1854 ولد الفرنسى آرثر رامبو، ذلك الفتى الوسيم، كما تقدمه لنا الصور القديمة، كان شاعرًا مبدعًا منذ صغره، قبل أن يكمل السابعة عشر من عمره، كان قد انتهى من تجربته الشعرية التى أشاد بها كبار الشعراء الفرنسيين، وربما هذه القدرة الشعرية المبكرة دليل قوى على ذكائه اللافت، كما أن توقفه دليل قوى على كونه شخصا مزاجيا.
كان تعليمه فى البداية دينيا وكان متفوقا فيه قبل أن ينقلب على كل ذلك ويختار الشعر، ثم تتطور علاقته بالشاعر فيرلين حتى يطلق الأخير عليه الرصاص فيصيبه فى يده.
صار بعد ذلك مهتما يدرس اللغات المختلفة ومنها العربية، سافر إلى إيطاليا وألمانيا والنمسا، وفى هولندا التحق بالجيش الهولندى، قبل أن يغادر كل ذلك ويواصل ترحاله فيأتى إلى مصر والحبشة وغيرها من الدول كان فى ذلك الوقت يعمل فى تجارة كل شىء حتى البشر.
يذهب رامبو إلى اليمن، وهناك تكون له تجربة أخرى مختلفة، حتى أن الناس الذين كانوا يعيشون حوله اعتقدوا أنه دخل الإسلام وصاروا يطلقون عليه اسم "عبد ربه".
عاد إلى الحبشة وقضى فيها وقتا أطول لكنه فى النهاية اضطر للعودة إلى فرنسا فى نوفمبر 1891، بعدما أجبرته على ذلك إصابة فى ساقه، وهناك بترت هذه الساق المريضة، وتوفى بعدها عن عمر لا يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره.
لقد كان رامبو تجربة كبيرة فى الحياة، تنطبق عليه المقولة الشعبية أنه "ابن موت" لذا كان نهمًا فى كل شىء، فاختصر الحياة فى عمره القصيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة