تستمر الأزمة الأوروبية الحالية بعد تدفق ألاف من المهاجرين (أغلبهم من الشرق الأوسط) على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، حيث أقدمت حكومة الأخيرة تحت قيادة "ألكسندر لوكاشنكو" على إرسال ألاف من المهاجرين واللاجئين إلى الحدود لافتعال أزمة مع الاتحاد الأوروبى عبر وارسو.
ورصدت الإندبندنت تحركات المملكة البريطانية فى الأزمة الحالية حيث تكثر الاتهامات فى القارة العجوز ضد روسيا وتورطها فى صناعة هذه الأزمة مستغلة خلافا بين حليفها "لوكاشنكو" فى بيلاروسيا والاتحاد الأوروبى، كنوع من التشتيت عن كثافة تواجدها العسكرى فى الحدود مع أوكرانيا.
ويعتقد كل من الاتحاد الأوروبى والناتو أن روسيا قد تعيد خطوة الاستيلاء على أراضى داخل أوكرانيا مثلما حدث قبل ست سنوات عندما سيطر الكرملين على جزيرة القرم، وهو ما قد يثير اضطرابات وأزمات يرى المراقبون أنها قد تتطور إلى حروب شرسة، وهو الأمر الذى أنكره الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى أكثر من مناسبة.
من جانبها، أرسلت بريطانيا بالفعل 10 جنود لدعم القوات البولندية الرابضة على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، ومن المنتظر أن ترسل 100 أخرون وسط شائعات بحيازة المهاجرين لأسلحة زودتهم بها بيلاروسيا، فى محاولة لإيقاف تسلل المهاجرين عبر السور الحدودى الذى بنته بولندا مع بداية الأزمة مطلع الشهر الجارى.
ولم تتوقف تحركات المملكة المتحدة عند هذا الحد، فقد أعلنت مؤخرا عن صفقة أسلحة مع أوكرانيا لتدعيم ترسانة الأسلحة فى كييف، خاصة البحرية، وهناك خطط لمد بولندا بمجموعة من الصواريخ والأسلحة المقدرة بـ3 مليار جنيه أسترلينى، وصفتها وارسو بالرادع للتهديدات الروسية.
ووصف الرئيس الروسى بوتين فى خطاب ألقاه مؤخرا المناورات الأوروبية بالـ"استفزازية" متوعدا باتخاذ إجراءات "مناسبة" لمجابهة أى تهديد أوروبى خاصة فى أوكرانيا. وكانت المدمرة البريطانية HMS قد تلقت رصاصات تحذيرية قبل أربع أشهر أطلقتها البحرية الروسية عند رؤيتها الأولى فى الساحل الأوكرانى.
ووصفت قيادات عسكرية بريطانية ما يجرى فى بولندا بمحاولة لخلق حالة من البلبلة وعدم الاستقرار قد تتطور لتصبح حرب شرسة غير محسوبة العواقب، قد تتورط فيها كل أغلب دول القارة.
وتطرقت الإندبندنت إلى نقطة أخرى تضفى المزيد من التعقيد على الأزمة الحالية، وهى التدهور المستمر فى العلاقة بين حكومة وارسو اليمينية وبروكسل، مما اضطر حكومة بولندا إلى رفض عون وكالة "فرونتكس" التابعة للاتحاد الأوروبى والمعنية بأزمات الحدود.