لم تتوقف الدولة المصرية عن توسيع دائرتها الأفريقية، ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وضع استراتيجية الشراكة والتعاون مع أفريقيا، وأعاد صياغة هذه الاستراتيجية، ومن هنا فإن تسلم مصر لرئاسة السوق المشترك للشرق والجنوب الأفريقى «الكوميسا»، ضمن هذه التحركات فى حدث تستضيفه العاصمة الإدارية الجديدة.
تجمع الكوميسا أحد أهم تجمعات التكامل الاقتصادى الإقليمى فى القارة الأفريقية، حيث يضم 21 دولة هى «مصر، بوروندى، جزر القمر، الكونغو الديمقراطية، جيبوتى، إريتريا، اسواتينى، إثيوبيا، كينيا، ليبيا، مدغشقر، مالاوى، موريشيوس، رواندا، سيشل، الصومال، السودان، تونس، أوغندا، زامبيا، زيمبابوى».
وهو تجمع يفتح آفاقا كبيرة لزيادة الصادرات وتعميق التعاون فى المجالات المختلفة منها المجالات الاستثمارية، هذه الدول تشغل مساحة 13 مليون كيلومتر مربع، وعدد سكانها 586 مليون نسمة، ما يجعلها سوقا ضخما يفتح الطريق أمام الصادرات المصرية فى ظل إزالة العوائق الجمركية، كما أن مصر تحرص خلال السنوات الأخيرة على أن تكون جسرا بين أفريقيا والعالم من واقع موقعها الجغرافى، وعلاقاتها ضمن دوائرها المتعددة إقليميا ودوليا، حيث إن مصر لها دائرتها العربية ثم الإسلامية، وتأتى الدائرة الأفريقية ضمن تحركات مصر الاستراتيجية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد أن الدولة المصرية تؤمن بأن تكامل الأعمال ضرورة ملحة لتسريع وتيرة التعافى من جائحة كورونا، وتشجع المبادرات التى تسهم فى تيسير بيئة الأعمال خاصة المبادرات الهادفة للتحول الرقمى والشمول المالى لخدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك كل المبادرات الهادفة لتشجيع مشاركة سيدات الأعمال والشباب فى عملية التكامل الاقتصادى، بالإضافة إلى تشجيع حركة الاستثمارات البينية فى القطاع الخاص فى القطاعات الإنتاجية المختلفة، مشيرا خلال كلمته فى افتتاح قمة الكوميسا إلى أن مصر ستعمل خلال رئاستها على زيادة انخراط مجتمع الأعمال المصرى مع نظرائه من دول التجمع، للاستفادة من المزايا التى تتيحها اتفاقية التجارة الحرة أمام الشركات المصرية والشركات من الدول الأعضاء، والعمل على تنمية التجارة البينية المشتركة، وفقا لمبدأ المنفعة المتبادلة التى تحقق المصلحة للجميع.
وحسب ما أعلنته تشيليشى كابويبوى، السكرتير العام لتجمع «الكوميسا»، فإن تجمع الكوميسا يعد أحد تجمعات التكامل الاقتصادى الإقليمية، ويستهدف تحقيق التكامل الاقتصادى بين دول الشمال والشرق والجنوب الأفريقى، من خلال إقامة منطقة تجارة حرة، يتبعها إقامة اتحاد جمركى ثم الوصول إلى مرحلة السوق المشترك بين الدول الأعضاء.
وقد حرصت مصر على السعى لعقد تجمعات وفعاليات للتعاون وطرح قضايا أفريقيا أمام العالم، وسعت إلى عقد قمة أفريقيا أوروبا، وروسيا والصين واليابان، وفى قمة المناخ الـ26 التى عقدت فى لندن، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يقدم رؤية أفريقيا أمام القمة، ويخاطب العالم بصوت القارة، وهو ما يجعل الرؤية واضحة، كما أن مصر لا تتوقف عن عرض تبادل الخبرات والتعاون مع دول القارة.
من هنا فإن قمة الكوميسا الحادية والعشرين بالعاصمة الإدارية الجديدة التى تعقد تحت شعار «تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الرقمى الاقتصادى الاستراتيجى» تسهم فى تشجيع استخدام أدوات الاقتصاد الرقمى لتيسير ممارسة الأعمال داخل تجمع الكوميسا، وتعزيز قدرة الدول أعضاء التجمع على الصمود لمواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا على اقتصاداتها.
وقد نجحت مصر فى صياغة رؤية وطنية شاملة لرئاسة تجمع الكوميسا تتضمن عددا من الأنشطة التى تستهدف تعميق التكامل الاقتصادى بين مصر ودول التجمع، لتعزيز التواجد المصرى فى أفريقيا بشكل عام ودول الكوميسا بشكل خاص من خلال تهيئة بيئة الأعمال لمجتمع الأعمال المصرى لدعم تعاونه الاقتصادى مع دول الكوميسا وتيسير مهام عمله فى التجمع لتعزيز الدور المصرى الإقليمى، والعمل على تشبيك مجتمع الأعمال فى إقليم الكوميسا وزيادة الروابط بين تجمعات الأعمال لدعم التكامل الاقتصادى، بما ينعكس على زيادة حركة التجارة والاستثمارات البينية، وفتح آفاق للتعاون فى القطاعات ذات الأولوية، والتى يمكن التركيز عليها خلال عام الرئاسة المصرية، إلى جانب مشاركة الخبرات المصرية فى القطاعات الاقتصادية ذات الميزة التنافسية مثل النقل والطاقة والاتصالات والصحة مع الدول الأعضاء لزيادة التعاون المشترك وتحقيق مزيد من التكامل الاقتصادى، وتعزيز التواجد المصرى فى أفريقيا.
من هنا فإن الكوميسا، ضمن توجهات مصر لبناء علاقات واستراتيجيات تحقق مصالح كل الأطراف فى إطار الشراكة والتعاون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة