بداخل حارة ضيقة مزدحمة في شارع الغورية ووسط عشرات المحلات القديمة التي تبيع الأقمشة والملابس، يقع محل ناصر الطرابيشي، أقدم صانع طرابيش في مصر، حيث يعود تاريخه لنحو 100عام.
كان يقبل علي الطربوش في الماضي البشوات والأفندية قبل فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي في عصره تم إلغاء الطرابيش .
عند دخولك شارع الغورية حيث عبق التاريخ، ستجد لافتة على واجهة المحل تحمل اسم ناصر الطرابيشي، فهذه الصناعة كانت ذات يوم تحمل أحد أهم أساسيات الزي في مصر، وكان يرتديها الأفندية والبشوات، ولكنها تراجعت بشكل كبير واقتصرعمل الورشة على صناعة الطرابيش في الأعمال الدرامية، التي تتحدث عن فترة الملكية في مصر، فضلا عن صناعة العمة للزي الأزهري والتي تعتمد عليها بشكل أساسي ورشة صناعة الطرابيش.
وخلال جولتنا للتعرف علي ورشة صناعة الطرابيش في الغورية ، التقينا ناصر الطرابيشي، وقال "أنا شغال فى صناعة الطرابيش منذ ما يقرب 45 سنة.. وزمان كانت الناس بتلبس الطرابيش وأكثرهم كانوا الموظفين والمسؤولين الحكوميين والطلاب/ لكن بعدما تم إلغاء ارتداء الطرابيش فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اقتصر شغلنا على صناعة العمامات لطلاب الأزهر والمشايخ".. بتلك الكلمات بدأ ناصر عبد الباسط الشهير بناصر الطرابيشى يروى لنا تفاصيل حكايته مع الصناعة.
وقال ناصر لـ"اليوم السابع": الورشة اللى اتعلمت فيها المهنة من أقدم الورش بشارع الغورية واتعلمت المهنة من وأنا طفل صغير وعلمتها لأولادى ولازم نورث الشغلانة للأجيال القادمة عشان لازم تفضل باقية ومتنقرضش."
وأضاف: ازدهرت صناعة الطرابيش فى عصر محمد علي باشا، وكان لبس الطربوش إلزاميا تقريبا لجميع كبار المسؤولين والموظفين العموميين والطلاب، وكان ارتدائه علامة على مكانة صاحبه وتعليمه..
وتابع: أصبح طلاب الأزهر والمشايخ ورجال الدين هم زبائني الوحيدين، إذ يحتفظ علماء الأزهر والجامعة التى يرجع تاريخها لألف عام بارتداء العمامة لأنها تمثل جزء مهم من زيهم وتاريخهم، وطول ما الأزهر موجود إحنا فاتحين، ومن أشهر زبائني من المقرئين الطبلاوى وعبد الباسط وغيرهم كثير من المشايخ والمقرئين.
وأشار الطرابيشي إلى أن الخامات التى يصنع منها الطربوش يتم استيرادها من الهند وفرنسا وجنوب أفريقيا والصين، مؤكدا أن جنسيات عربية وأوروبية تتردد على المكان وتشتري الطربوش بإعتباره رمز تاريخى .