مع عودة الدوري عقب فترة التوقف الحالية، سنشهد 3 مدربين جدد بعد أول 3 جولات فقط.. ويبقى القوس مفتوحا لاستقبال المزيد من الأسماء الجولات المقبلة، والعدد قابل للزيادة، قياسا على ما يحدث حاليا.
ظاهرة تغيير المدربين مبكرا وبعد ثلاث مباريات فقط، السلبيات فيها أكبر من الإيجابيات مهما كانت النتائج التي حققتها الأندية التي أجرت تغييرات في مقاعد المدير الفني.. والملخص الذى يحكمها هو التعامل بالقطعة، وهى آفة تهدد مسيرة الأندية المصرية.
ليس من المعقول مع أي إخفاق أن تُقدم الأندية على تغيير مدربيها .. على المسئولين البحث عن أسباب أخرى هى ما تعرقل النتائج.. الأمر لا يقتصر على المدرب فحسب، فهناك منظومة كاملة المدرب مجرد عنصر فيها وتتضمن الإدارة والجهاز المعاون والجهاز الإدارى واللاعبين، وارد أن يكون أى فرد آخر من بين هؤلاء هو سبب الفشل .. ولنا فى الجهاز الإدارى لفريق ايسترن كومبانى المثل، بعدما تسبب بعدم احترافية أفراده فى عدم قيد اللاعبين الأجانب.
.. ويبقى السؤال هل قرارات الاستغناء عن المدربين مبنى على دراسة للواقع أم مجرد رد فعل و شماعة تعُلق عليها أخطاء آخرين ويكون المدير الفنى هو الضحية.
مثلا الإسماعيلى الظروف أجبرت طلعت يوسف على عدم قيادة أي مباراة بسبب مرضه بكورونا، ما أثر فعليا على الفريق بالسلب، ولكنها ظروف خارجة عن إرادته وكان يتوجب الصبر حتى يتعافى ويعود لقيادة الفريق ثم بعدها يتم التقييم ولكن نية الكومى قور نجاحه كانت مبيتة في اقصاء المدرب السكندرى .. وأن كنت أرى من البداية أن طلعت يوسف لا يناسب كرة الدراويش، ولكن التحفظ كبير على طريقه فك الارتباط بينه وبين النادي.. ثم هل أى مدرب جديد يدرب الإسماعيلى مهما كان أسمه يملك عصا سحرية لتعديل الأوضاع المتردية بصفوف عازفى السمسمية ؟ .. أشك في ذلك لعامل الوقت الذى يحتاجه أي مدرب في التعرف على لاعبيه وقياس قدرتهم على تطبيق أفكاره.. واتوقع أن يتولى تدريب الإسماعيلى هذا الموسم ما لايقل عن أربعة مدربين !.
هناك طلائع الجيش بطل السوبر المصري الذى تنازل عن مدربه عبد الحميد بسيونى بسهولة، رغم المستويات الطيبة التي قدمها مع الفريق، إلا أن الأوضاع لم تساعده على اكمال مسيرته الجيدة بعد رحيل أكثر من لاعب مهم عن صفوف الفريق في الموسم الجديد، ومن الطبيعى أن تحدث هزة، كان يتوجب الصبر على انتهائها سريعا، خاصة وأن بسيونى حافظ الفريق عن ظهر قلب وله دور معنوي ونفسي جيد مع اللاعبين بخلاف النواحى الفنية.
اما ايسترن كومبانى الوافد الجديد على الدوري، أعاد علاء عبد العال للأضواء من جديد، بعدما أطاح بمدربه علاء نوح الذي صعد بالفريق من المظاليم، والواضح أن إدارة النادى تسعى للبحث عن كبش فدا للخسائر الثلاث المتتالية دون الاهتمام بالسبب الحقيقي لحالة الترهل التي ظهر عليها الفريق في أول ثلاث جولات، والذى يتمحور حول جودة اللاعبين ومدى صلاحيتهم وقدرتهم على اللعب في الممتاز ، وما بدا لكل من شاهد ايسترن كومبانى أن قوام الفريق سيعجل بعودته للمظاليم مهما كان المدرب.. فكان من باب أولى منح الفرصة لأسم جديد مثل علاء نوح يحصل على فرصته كاملة، لأن الراهن على غيره لن ينجح لعدم وجود المقومات الأساسية وسوء اختيارات البداية.
وإذا كان الحال بالحال يذكر، وسارت الأمور متطابقة مع الفرق الأخرى مثلما حدث مع الإسماعيلى، الطلائع، وايسترن كومبانى، سيكون مجدى عبد العاطى مدرب فاركو هو الأقرب للرحيل عن منصبه، خاصة وانه خسر هو الآخر اول ثلاث مباريات وحال عدم تحسن النتائج من المؤكد أن الدور سيكون عليه.
ما يحدث في الدورى المصري هذا الموسم وكل موسم، يجب الوقوف عنده لحظات بالتريث في حركة تنقلات المدربين، وضرورة منح المدربين فرصهم كاملة، وأيضا أن تكون اختيارات المدربين من البداية مبنية على معايير تناسب الفريق الذى يدربه على مستوى طموحات النادى والقدرات العقلية القريبة من مستوى اللاعبين الذى سيدربهم، وأيضا يتم توفير كافة الإمكانيات التي تضمن النجاح أولا ثم الحساب بعد ذلك .. فليس هناك حساب على مفيش!.
في الأخير.. هل أندية الدورى المصري أكبر من مانشستر يونايتد الإنجليزي الذى يصبر على مدربه النرويجى سولشاير من الموسم الماضى حتى النهاية ويتريث ويتمهل في قرار إقالته رغم سوء النتائج التي يحققها أوروبيا أو محليا، إلا أن التعامل طويل المدى معه من جانب إدارة الشياطين الواعية جعله يستمر في منصبه.. .. ولك أن تعلم أن أول إقالة لمدرب في الدورى الإنجليزي تمت بالأسبوع السابع وكانت من نصيب الإسباني مونيوز مدرب نادي واتفورد .
نفس موقف سولشاير تكرر مع كومان بالصبر عليه في برشلونة ولم يتم اقالته إلا بعد ما استنفذ كل الفرص التي أتيحت له وظلت إدارة البارسا فترة طويلة متمسكة ببقاء المدرب الهولندي، إلا انه وصل إلى مراحل متأخرة جعلت استمراره لا محالة بقناعته هو نفسه، وحدث هذا في الجولة 11 من الليجا ليحل محله النجم الكبير تشافى الذى نُصب رسميا فى مهمة قيادة برشلونة اليوم الثلاثاء.. فيما كانت أول إقالة في الدورى الإسباني من نصيب باكو لوبيز مدرب ليفانتي في الأسبوع الثامن.. وربما تكون إيطاليا الدورى الوحيد الذى شابه الدورى المصري في إقالة مدربين مبكرا بعد الجولة الثالثة وكان أوزيبيو دى فرانشيسكو مدرب فيرونا الذى خسر أول ثلاث مباريات الضحية الأولى.