هناك الكثير من التأثيرات السلبية لفيروس «كوفيد - 19»، تأثيرات على الصحة، من حيث الوفيات والإصابات وتهديد الأنظمة الطبية والصحية فى العالم كله، فضلا عن تأثيرات مباشرة على الاقتصاد تنعكس فى تضخم وتباطؤ وخسائر وفقدان وظائف، وهى تأثيرات انعكست على العالم كله.
ومع هذا، فقد بدا أن هناك بعض الميزات، أو الآثار الجانبية لم تظهر من الفيروس، لكنها ظهرت خلال الأزمة، حيث كانت الأزمات والحروب والكوارث وراء الإسراع فى التوصل إلى حلول وابتكارات علمية أسهمت فى حماية البشرية، وكان الإسراع فى إنتاج وتجريب المضادات الحيوية بسبب الحرب العالمية الثانية، بعد أن تعرض الجنود لجروح قاتلة بسبب البكتريا، وبعد «كوفيد - 19» تطورت أبحاث الفيروسات، وانتبه العالم إلى أصوات علماء، سابقة، بضرورة الاستعداد لمواجهة فيروسات خطرة، وهناك جامعات ومراكز أبحاث سعت إلى تكثيف دراساتها حول الفيروسات، وكيفية إنتاج اللقاحات والأمصال والأدوية، وبدأت كليات العلوم، والصيدلة، والطب، تحيى دراسات وأبحاث الميكروبيولوجى، وعلم الفيروسات، وفى دول كثيرة من العالم، شاهدنا مساعى لإنتاج لقاحات وأدوية، ومثلما أسهمت الأزمات والحروب فى تطورات علمية وعسكرية وبحثية، فإن «كوفيد - 19» دفع الدول للتفكير فى تطوير البحث فى الفيروسات واللقاحات والأدوية.
ومن انعكاسات أزمة فيروس كورونا، أن علماء وأطباء وباحثين احتلوا واجهات الأخبار فى كل دول العالم، وأصبح بعضهم نجوما فى الأخبار ينتظر الناس بياناتهم، وأصبحت بيانات منظمة الصحة العالمية من بين الأخبار الأكثر قراءة ومتابعة فى الصحف والفضائيات ومواقع التواصل، وأصبح مدير المنظمة ومسؤولوها من الوجوه المألوفة فى العالم، والأمر ذاته داخل دول العالم، حيث أصبح مسؤولو الصحة يطلون على الناس يوميا، وينتظر المواطنون بياناتهم.
وفى مصر احتلت بيانات «الصحة» حول الفيروس مساحات واسعة، ولا تزال بين الأكثر قراءة ومتابعة فى الإعلام ومواقع التواصل، وأيضا بيانات وتصريحات مستشار الرئيس للصحة الوقائية الدكتور محمد عوض تاج الدين، وأصبحت أى أخبار عن اللقاحات أو الأدوية تنافس الأخبار الأكثر أهمية.
عالميا، نجح الأطباء والعلماء فى إنتاج بروتوكولات علاج أسهمت -بشكل ما - فى الحد من أخطار فيروس كورونا، وتم التوصل إلى لقاحات وعلاجات تساعد فى تخفيف تأثيرات الفيروس السلبية.
يضاف إلى ذلك، أن الدولة حرصت على تطوير معامل تعبئة اللقاحات، وتطوير صناعة اللقاحات، فضلا عن افتتاح مدينة الدواء، وإحياء صناعات تعرضت لتراجع قبل عقود، بما يعيد لمصر قدراتها فى إنتاج الأدوية بالشكل الذى يحقق اكتفاءً ذاتيا من بعض الأصناف، بل وإنتاج أدوية الأورام والأمراض الخطيرة محليا.
ومن ميزات أزمة فيروس كورونا، أنها أعادت التذكير بأهمية البحث العلمى الأكاديمى، وهو البحث الأساسى الذى لا يفترض أن يسعى إلى الربح، لأن فرض الصيغة التجارية على البحث العلمى تحرمه من امتلاك معلومات كافية لمواجهة الفيروسات أو الأخطار، لأن البحث الأكاديمى يمنح الباحثين القدرة على التوقع والاحتمالات.
بالطبع فإن العلم اختلط باستهداف الربح لدى شركات أدوية ولقاحات، لكن مع هذا يظل العلم عنوانا مهما، ويفترض أن تتضاعف عمليات دعم البحث العلمى، بالشكل الذى يقود إلى المزيد من المعارف ومواجهة الأمراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة