كشفت دراسة حديثة عن أول صورة تظهر كيف تجعل طفرات متغير أوميكرون Omicron البالغ عددها 37 طفرةً أكثر ارتباطا بخلايا جسم الإنسان وإصابة الخلايا البشرية، من خلال مجهر إلكترونى، وتوصلت دراسة جديدة إلى أن العديد من الطفرات فى متحور أوميكرون تسمح لفيروس كورونا بالارتباط بالخلايا البشرية بشكل أكثر كفاءة من المتغيرات السابقة، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
صورة تظهر خلايا الجسم باللون الازرق وواضح مدى ارتباط اوميكرون بها
اول صورة لمتحور اوميكرون
ودرس الباحثون فى جامعة كولومبيا البريطانية المتغير باستخدام تقنية مجهرية قوية للغاية، ودرسوا طفراته، ووجدوا أن أوميكرون لديه قدرة أكبر بكثير على الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية مقارنة بالنسخة الأصلية من فيروس كورونا.
واختبر الباحثون أيضًا أوميكرون ضد الأجسام المضادة، ووجدوا أنه أكثر مقاومة لجزيئات الجهاز المناعى من المتغيرات الأخرى، وقد تم نشر هذه الدراسة كمقدمة للطباعة، لكنها تتوافق مع الأبحاث الحديثة الأخرى حول قدرة أوميكرون على الانتشار بسرعة كبيرة.
وأكدت الصحيفة لقد توصلت دراسة جديدة إلى أن أحد أسباب العدوى الشديدة لمتغير Omicron قد يكون طفرات البروتين المرتفعة التى تسمح له بالارتباط بشكل أكثر كفاءة مع الخلايا البشرية، واستخدم العلماء مجهرًا إلكترونيًا لرسم خريطة للكيفية التى تساعد بها طفرات المتغير على الارتباط بالخلايا بشكل أكثر فاعلية، مما يجعلها سلالة أكثر عدوى من فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة إنه من خلال التصوير المجهرى وجد فريق الدكتور سرير سوبرامانيام من جامعة كولومبيا البريطانية أن بعض الطفرات الجديدة تخلق روابط إضافية بين الفيروس ومستقبلات الإنزيم المحول لأنجيوتنسين 2.
بالإضافة إلى ذلك اختبرت حركة أوميكرون Omicron، ووجدوا أن المتغير أكثر مقاومة لجزيئات الجهاز المناعي هذه من المتغيرات الأخرى.
وأوضحت الصحيفة أنه تم التعرف على متغير أوميكرون لأول مرة في جنوب أفريقيا فى أواخر نوفمبر، ومنذ ذلك الحين انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، هذا المتغير هو الآن السلالة السائدة في الولايات المتحدة، حيث يمثل 73% من الحالات الجديدة، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكى (CDC).
وينتشر أوميكرون أسرع بـ3 إلى 5 مرات من دلتا، وفقًا لأحد التقديرات، ويتضاعف عدد حالاته كل يومين، قد يساعد البحث الجديد في تفسير سبب كون هذا البديل شديد العدوى.
بروتين سبايك يظهر باللون الاحمر فى الصورة ومدى ارتباطه بخلايا الجسم
وقال سوبرامانيام، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة كولومبيا البريطانية، في بيان: "إن متغير اوميكرون Omicron غير مسبوق لوجود 37 طفرة من بروتين سبايك، وهذا يمثل 3 إلى 5 أضعاف الطفرات من أى متغير آخر".
وأضاف سوبرامانيام، باحث سابق في قسم الفيزياء الحيوية في المعاهد الوطنية للصحة، أن الطفرات المتزايدة على بروتين السنبلة مهمة لسببين:
الأول: إن بروتين سبايك هو الذى يعمل على ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وإصابتها".
الثانى: إن الأجسام المضادة تلتصق ببروتين السنبلة لتحييد الفيروس، نتيجة لذلك، يمكن أن تغير طفرات البروتين الصغيرة بشكل كبير كيفية انتقال الفيروس التاجي ومدى قدرة الجهاز المناعي على محاربته، استخدم سوبرامانيام وزملاؤه الفحص المجهري الإلكتروني للتحقق من طفرات متحور أوميكرون.
وقالت، إن في تقنية الفحص المجهري هذه يستخدم العلماء مجاهر إلكترونية قوية للنظر في فيروس كورونا بتفاصيل مكثفة.
وقالت الصحيفة، استخدم الباحثون مجاهر إلكترونية قوية للنظر في متغير اوميكرون Omicron بتفاصيل مكثفة، وفحص الطفرات على بروتين السنبلة، تظهر المناطق الحمراء الموجودة بالصورة إن طفرات بروتين السنبلة أكثر فعالية في الارتباط بالخلايا البشرية.
وأوضحت الصحيفة أنه من بين 37 طفرة بروتينية في متغير Omicron يوجد 15 طفرة فى جزء الفيروس الذى يرتبط بالخلايا البشرية، يرتبط الفيروس التاجى على وجه التحديد بمستقبلات الخلايا البشرية المسمى ACE2 ، والتى توجد فى جميع أنحاء الجسم - فى الرئتين والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والأعضاء الأخرى، ومن خلال التصوير المجهرى وجد فريق سوبرامانيام أن بعض الطفرات الجديدة تخلق روابط إضافية بين الفيروس ومستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 ACE2".
اول صورة توضح مدى تشابك اوميكرون بخلايا جسم الانسان
وقال سوبرامانيام إن هذه الطفرات الجديدة، تزيد من تقارب الارتباط، ما يشير إلى أن أوميكرون يمكن أن يرتبط بقوة أكبر بالخلايا البشرية.
وقارن الباحثون تقارب ارتباط اوميكرون Omicron مع متغير دلتا والسلالة الأصلية لفيروس كورونا، باستخدام تقنية تصوير توفر بيانات حول كيفية تفاعل الجزيئات الصغيرة مع بعضها البعض.
وأكد سوبرامانيام: "بشكل عام، تظهر النتائج أن أوميكرون لديه تقارب ارتباط أكبر بكثير من فيروس كورونا الأصلي، بمستويات أكثر قابلية للمقارنة مع ما نراه مع متغير دلتا".
وفحص فريق سوبرامانيام أيضًا قدرة بروتين اوميكرون Omicron spike على التهرب من الأجسام المضادة البشرية والأجسام المضادة من علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة.
أكد هذا التحليل البيانات الواقعية، مما يدل على أن أوميكرون أكثر قدرة على التهرب من الأجسام المضادة من المتغيرات السابقة، ما يعنى أن العلاجات أقل نجاحًا.
وأوضح سوبرامانيام، " أن أوميكرون كان أقل مراوغة للمناعة الناتجة عن اللقاحات، مقارنة بالمناعة الناتجة عن العدوى الطبيعية في مرضى كورونا غير المطعمين"، هذا يشير إلى أن التطعيم يظل أفضل دفاع لنا ضد متغير Omicron.
قال سوبرامانيام إن كلاً من تقارب الارتباط المتزايد لمتغير Omicron وقدرته على تجنب الأجسام المضادة من العوامل المساهمة في زيادة قابليته للانتقال.
وخلا الأسبوع الماضى أفاد فريق بحث في جامعة هونج كونج أن متغير Omicron يتكاثر بنحو 70 مرة أسرع من متغير دلتا داخل الجهاز التنفسي البشري، خلال اليوم الأول من إصابة المريض، حيث يشير هذا التكاثر السريع في الجهاز التنفسي إلى أنه عندما يتنفس شخص مصاب بأوميكرون، يتم إنتاج جزيئات فيروسية أكثر من المتغيرات السابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة