حياة كريمة ليست مجرد شعار لمبادرة تنفذها مؤسسات الدولة، لكنها رؤية واستراتيجية وطنية خالصة، تعتمد في جوهرها على تحسين حياة المواطن، والارتقاء بمستوى ما يقدم له من أنشطة وخدمات، الجديد والمميز في هذه المبادرة هو فكرة جماهيرية الهدف، خاصة أنها ليست موجهة لخدمة قرية أو مدينة أو حتى محافظة، بل طريق للوصول إلى كل شبر على أرض مصر، ودليل لكل محتاج، وطاقة نور لكل منطقة محرومة، غاب عنها التطوير بقصد أو بدون، على مدار سنوات طويلة، كانت السياسة العامة فيها المسكنات والحلول الوقتية، حتى جاءت الإرادة القوية التي لا تقبل إلا الحلول الجذرية للقضايا والمشكلات.
حياة كريمة صارت عنواناً للفرحة في كل البيوت المصرية، رصفت الطرق، ووصلت الكهرباء والمياه النظيفة للمنازل، أسست البنية التحتية الممتازة، وربطتها بالصرف الصحي ومختلف المرافق والخدمات، بل أكثر من ذلك أعادت بناء المنازل القديمة، والمدارس التي ضاقت بالتلاميذ، وزادت من أعداد الفصول وجهزتها بأحدث التقنيات الممكنة، لتخريج أجيال قادرة على التفاعل والتناغم مع متطلبات العصر.
حياة كريمة ليست مبادرة عملاقة رصدت لها الدولة عشرات المليارات للتنفيذ والمتابعة، بل حلم وطني كبير، يعيد إلى الأذهان قصص الدول العظمى، وما فعلته لإعادة بناء نهضتها، بعدما كسرتها الحرب العالمية الثانية، وكيف بدأت البناء من الصفر، واستعادت قوتها في سنوات معدودة، وفق "خطة مارشال"، التي استهدفت إعمار أوروبا بالكامل وإعادة بنائها بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وأتصور أن ما يحدث في قري مصر الآن من نهضة كبرى بكل المقاييس الحضارية، لا يقل أهمية عن خطة مارشال، فلا يوجد دولة في العالم تخصص عشرات المليارات لرسم ملامح جديدة لسكان الريف، خاصة وإن كانت أيادى التطوير لم تمتد إليه منذ عقود طويلة.
مازالت مشاهد القرى الفقيرة قبل 20 عاما عالقة بذهني، الأغلب يعيش على الكفاف، إلا ما ندر، الموارد محدودة، والخدمات معدومة، لا مياه نظيفة، فالطلمبات الحبشية كانت المصدر الوحيد، بل أكثر من ذلك كان الناس يقضون حاجتهم في حمامات المساجد، بينما الآن باتت الامر مختلفاً، المدنية طالت معظم القرى، وانتشرت الوحدات المحلية النموذجية، التى تنتشر بها المدارس الابتدائية والإعدادية، والوحدات الصحية المتطورة، ومراكز الشباب الحديثة، التى تقدم نشاط حقيقي، ويجد روادها خدمة ممتازة.
حياة كريمة تواصل العمل في 4600 قرية في وقت واحد دون توقف، أضافت مؤخراً 1100 فصل تعليمى جديد يستوعب حوالى 44 ألف تلميذ، بالإضافة إلى 2705 فصول جديدة كلياً، و52 وحدة صحية خضعت للتطوير الشامل، وقدمت العلاج المجاني لـ 117 ألف مستفيد، و 1457 عملية جراحية و7212 عملية عيون، إلى جانب توفير فرص عمل لأكثر من 330 ألف شخص من العمالة اليومية في مشروعات البنية التحتية، و28 ألف فرصة عمل دائمة تم توفيرها من خلال قروض ميسرة.
حياة كريمة حلم وأمل استطاعت القيادة السياسية أن تزرعه في كل مكان على أرض مصر الطيبة، وقريباً سوف نجني الحصاد خلال السنوات المقبلة، عندما يتحول الريف المصري إلى الوجه الحضاري الذي نرغبه ونأمله جميعاً، كل التحية لمن يواصلون الليل بالنهار لنجاح هذا المشروع القومي العملاق، وكل التقدير لمن خطط ورسم الطريق لينعم الريف المصري بحياة كريمة، ومستقبل واعد يليق بالأجيال المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة