"مدينة الحوائط اللانهائية" واحدة من أبرز إصدارات القاص والروائى طارق إمام ويمكن وصفه بأنها لوحات قصصية، حيث النص مصحوبا بعمل تشكيلى بما يمثل ترجمة تشكيلية للنص والكتاب قصصي للروائي صادر عن "الدار المصرية اللبنانية"، ويضم 36 نصًا متصلًا فى متتالية قصصية موزعةً على ثلاث وحدات: "نساء مدينة الحوائط"، "رجال مدينة الحوائط"، و"غرباء مدينة الحوائط".
أما اللوحات القصصية فى هذا الكتاب فقد جاءت بمذاق خرافى وتجريبى يشكل نمطا مستحدثا فى القصة القصيرة تفيض بروح الشعر، حيث إيقاعه وصوره مستلهما في ذلك النمط السردي لحكايات ألف ليلة وليلة حيث توجد حكاية رئيسية تتفرع منها باقي الحكايات وهي بذلك تفارق النمط والبناء المتعارف عليه في القصة القصيرة من حيث البنية والسرد، لكنه في كل ذلك يخلق حكايته الخاصة التي تخصه وحده على أن كل هذه الحكايات تدور في مدينةٍ متخيلة، هي "مدينة الحوائط" التي تمثل مكانًا غريبًا يفوق عدد حوائطه عدد شوارعه، وفيها تعيش شخصيات عجيبة لكل منها حكاية مثل القرصانة، الإسكافي المجنَّح والحذاء الذي يتكلم، الرجل الذي لم يحلم أبداً، الملاك الذي يعيش بين البشر، المرأة ذات العين الواحدة، وغيرها كما يتجاور البشر والطيور والحيوانات والشياطين والملائكة، والتي تمثل جميعها سكان ذلك المكان الغريب المدعو "مدينة الحوائط" ومما يتميز به الكتاب ان الحكايات التي يضمها في مجملها تخيم عليها الروح الروائية فالقصص جميعها يربط بينها رابط أساسي وهو المكان الواحد، كما تولد حكايات من رحم حكايات أخرى.
فى قصصه التى تأتى فى ثلاثة أقسام "نساء مدينة الحوائط، رجال مدينة الحوائط، غرباء مدينة الحوائط" نحو 37 حكاية صاغها طارق إمام بالطريقة الشعبية، التى تعنى إسقاط المنطق بطريقة مقصودة بحثًا عن منطق جديد يخص ما يكتبه هو، وما يقوله، حتى أننا فى نهاية المجموعة أو المتتالية يمكن لنا أن نتقبل بكل سهولة رؤية حذاء طائر أو رأس دون جسد يحكى مأساته، كما أنه علينا ألا نصدق الغرباء لأنهم عادة ما يكونون شريرين يفسدون حياتنا فيعلموننا البكاء ويمنعوننا النوم.
يملك الكتاب قدرًا من التشويق يتجاوز ما تتوقعه، وهذا أمر جيد فى عالم الكتابة، ففى اللحظة التى تظن فيها أن خياله وصل لمنتهاه يفاجئك طارق إمام بخطوة أخيرة تتجاوز توقعاتك وتضفى غرائبية محببة جديدة للحكاية تحسب لها وله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة