لا يختلف اثنان على موهبة أحمد الشناوى، حارس مرمى نادي بيراميدز، والذى تنبأ له الجميع فى بداياته بمستقبل مشرق كحارس يمتلك الموهبة الفنية التى تؤهله لحجز مكان ضمن أفضل حراس مرمى فى الكرة المصرية، قبل أن يمر بعدة ظروف صعبة جعلته أسيراً مستسلماً على دكة بيراميز، ما يتطلب ضرورة استفزازه فنياً لاستعادة تألقه من جديد كواحد من أهم حراس المرمى فى الكرة المصرية.
استفزاز اللاعب فنياً يشبه إلى حد كبير تلك الأجهزة التى تستخدم لاستفاقة المريض بعد فقدانه الوعى أو دخوله فى غيبوبة، فيحتاج لمساعدة سريعة وعاجلة حتى لا يفقد حياته، وربما يُحدث العلاج بالصدمات الكهربائية تغييرات فى كيمياء الدماغ ليعيده للمسار الصحيح، وهو ما يحتاجه الحارس الدولى خلال تلك الفترة حتى يستعيد مستواه ويعود لطريق التألق من جديد.
موهبة الشناوى تنبأ لها الجميع داخل جدران المصرى البورسعيدى، حينما انضم لقطاع الناشئين الذى أشركه فى اللقاءات المهمة وتم تصعيده للفريق الأول عام 2009، ولفت أنظار الأندية الكبرى ومنها الزمالك الذى استعاره فى 2012 لمدة موسم قبل عودته إلى المصرى نظراً لإلغاء الدورى، ثم عاد إلى القلعة البيضاء بعدها بعامين فى صفقة كلفت الخزائن البيضاء 6 ملايين جنيه، ليعتمد أوراقه كأحد حراس المرمى الموهبين، توج أحمد الشناوى مع الزمالك بـ4 بطولات هى (الدورى+ السوبر+ 2 كأس مصر)، وشارك مع الفارس الأبيض فى 123 مباراة استقبل خلالها 99 هدفاً وحافظ على نظافة شباكه فى 69، ليفرض موهبته على الجميع ويصبح حارسا لمنتخب مصر الأول.
أحمد الشناوى واجه عدة صدمات، مثل العديد من اللاعبين، بداية من استبعاده من قائمة منتخب مصر كحارس أول للفراعنة قبل أيام من افتتاح بطولة أمم أفريقيا 2017، وحينما استعاد تألقه مع الزمالك تلقى صدمة جديدة عندما حرمه الصليبى من المشاركة مع المنتخب فى كأس العالم 2019 بروسيا، إلا أن الحارس الدولى كان أقوى من هذه وتلك ووقف على أقدامه من جديد محاولا استعادة مستواه الفنى فقرر الانضمام إلى بيراميدز إلا أنه جلس احتياطياً للهانى سليمان، قبل أن يتعاقد النادى مع شريف إكرامى الذى أجلس الثنائى على دكة الاحتياطى.
تلك الفترة شهدت العديد من التفاصيل، أبرزها عندما قبل الشناوى التحدى فى بيراميدز رافضاً الرحيل عندما فتحت إدارة النادى باب الرحيل للحارس الدولى كونه من أصحاب الرواتب المرتفعة، خاصة بعد التعاقد مع إكرامى، إلا أن الشناوى فاجأ الجميع بإعلان استمراره مع بيراميدز، وفى النهاية لا هو انتصر فى ذلك التحدى وحجز مكاناً أساسياً فى تشكيل الفريق على حساب إكرامى أو المهدى سليمان، ولا هو تخلص من ذلك الجحيم بأحد تلك العروض سواء الخليجية أو حتى المحلية والتى صرح مراراً بامتلاكها، فكانت النتيجة أنه ظل متمسكاً بأمل ضعيف للتخلص من جحيم الدكة.
الشناوى تحول من نمبر وان إلى الحارس الثالث، وتبدلت طموحاته إلى مجرد انتظار موعد الحصول على الراتب، والذى يقدر بالملابين، حتى ولو كان دون مشاركة فعلية، ألا يغار من "شناوى الأهلى" وإنجازاته التى حققها وآخرها التتويج بأفريقيا والفوز ببرونزية العالم، ألا يغار من "أبو جبل الزمالك" الذى أصبح حارسا أساسيا للفارس الأبيض فى جميع البطولات، ألا يراوده حلم العودة للمنتخب وشرف المشاركة فى كأس العالم؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير يجب أن يطرحها الحارس الدولى ويبحث لها عن إجابات إن كان حقاً لديه العزيمة لكتابة تاريخ فى عالم كرة القدم.
الاستسلام للدكة كفيل بالقضاء على موهبة أى لاعب وقتل طموحه، وهنا يكون الحل بضرورة استفزازه فنياً، سواء بالقتال لحجز مكان أساسى بتشكيل الفريق أو الرحيل لأى نادٍ للمشاركة واستعادة ثقته بنفسه وإمكانياته، وبالتالى الحفاظ على مستواه _ بدنياً فنياً _ وهو ما يحتاجه أحمد الشناوى خلال تلك الفترة حتى لا نفقد واحداً من أبرز المواهب فى حراسة المرمى بالكرة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة