واحدة من المجموعات القصصية الرائعة التي صدرت في السنوات الأخيرة، هي مجموعة الروائى الكبير أحمد أبو خنيجر "مشاهد عابرة لرجل وحيد"، وهي تتألف من قسمين، الأول عنوانه "مشاهد عابرة"، ويتضمن 19 قصة، من عناوينها: "في المقهى، سلمى، صوت، نقاب، عمود إنارة، جدار، عاشق"، والثاني عنوانه "رجل وحيد"، ويتضمن تسع قصص، منها: "الأبواب السرية المتشابهة، سيدة الأشجار الجنوبية، في انتظار الريح، رجل وحيد يخشى الأحلام، يموت كثيرا".
مجموعة قصصية لا تكاد تكشف عن تفاصيل، وإن كان بعضها يكمل بعضًا، ليخلق عالم هذا الرجل الوحيد الجالس في مقهى في شارع السوق في مدينة ما، المجموعة تضم ما بين الأسلوب المرهف والرسم الدقيق المتأني للمشاهد العابرة.
وكما جاء على الغلاف الخلفي، فإن تلك المجموعة القصصية كأنها خلقت من ضربات فرشاة سريعة لا تكاد تكشف عن تفاصيل، وإن كان بعضها يكمل بعضا، ليخلق هذا الرجل الوحيد الجالس في مقهى في شارع السوق في مدينة ما: يراقب الآخرين أو يتأمل ذاته أو يستعيد الذكريات الهاربة.
وبحسب الناقدة مرفت ياسين، تحمل المجموعة عنوانآ مراوغآ يكشف كيف أن المشاهد العابرة لا تمر مرورآ عاديآ مع ذات واعية تستوقفها لتدقق فى تفاصيلها وتتعامل معها بوعى شديد بمساحة من التأمل الذى نتج عن وحدة هذه الذات التى تأخذنا فى رحلة بعين بصيرة واعية تتأمل وترصد مجموعة من المواقف والمشاهد التى تمر بها ، فوحدة هذه الذات هى مفتاح القراءة لهذه المجموعة حيث نرى ذاتآ وحيدة تتأمل وترصد بعين بصيرة قد تخفى أكثر مما تفصح فى بعض الاحيان تاركة لنا إشارات ليكمل القارئ الصورة ،ثم تأخذنا هذه الذات الوحيدة فى رحلة عبر قسمى المجموعة.
تبدآ المجموعة بقصة "رقص" فى مشهد ساحر بين الصبى والسائحة التى لايفهم ما تقول لكن لغة الجسد وحدها هنا هى التى تصدرت المشهد عندما فهم الصبى اشارتها للطبلة فبدآ ينقر عليها وبدأت تتتراقص بوله صوفى شديد للرقص وحدها على طرقات الطبلة تك تك دوم تك تك دوم ، ابوخنيجر وصف لنا المشهد وكأننا نراه ونستمع نحن أيضآ الى إيقاع الطبلة تك تك دوم ، فينتابنا نفس الاحساس والوله الذى أصاب السائحة فبدأت تتراقص وتتراقص معها قلوبنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة