تعتبر نهلة كرم من وجوه الجيل الأحدث فى الكتابة القصصية والروائية فى مصر، وقد وصلت القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية فئة الشباب، عام 2015، وعام 2016، قبل أن تحصل على الجائزة العام الماضى، صدر لـ نهلة كرم العديد من الأعمال روائية وقصصية، من أبرزها مجموعتها "الموت يريد أن أقبل اعتذاره" الصادرة عن "دار العين للنشر"، فى 134 صفحة وبغلاف للفنانة والشاعرة غادة خليفة.
"تتكون المجموعة من تسع عشرة قصة، وهى مختلفة تمامًا عن مجموعتها الأولى "أن تكون معلقًا فى الهواء"، التى كانت تحتوى على قصص واقعية تمامًا، أما هذه المجموعة فتدور على ألسنة الجمادات، وتسيطر عليها روح الفقد".
تقول نهلة عن مجموعتها: "الموت هو المحرك الأساسى للقصص، وروحه تحوم عليها بشكل كبير، لا بشر هنا يخافون الموت ويحسبون حسابه، ولكنك قد تجد كرسى مثلًا يخشى من أن تمر عليه السنين، ويتم الاستغناء عنه من قبل أصحابه، ويسيطر عليه هذا الهاجس طوال الوقت".
تقول " Magy" فى قراءة نقدية عبر موقع مشاركة الكتب "جود ريدز" عن مجموعة "الموت يريد أن أقبل اعتذاره": "نجحت نهلة فى تحويل الجمادات الى كيانات تتكلم وتشعر فى اكثر من قصة، ورغم ذلك لن تشعر بالملل كون الفكرة تكررت، الموت دائمًا حاضر فى القصص احيانًا بشكل غير مباشر واحيانًا يتجسد بل ويطلب ان يُقبل اعتذاره فى القصة التى تحمل المجموعة اسمها، الافكار التى تعصف بالعقل فى الليل والتفاصيل التى تؤدى الى الأرق فى "ليل ببذلة محقق"، والفتاة التى تحلم ان تبعث على هيئة شجرة فى "شجرة ليمون"، والجدة التى تحارب من أجل الحفاظ على صورتها أمام حفيدتها بعد الموت فى "قبلة أخيرة"، وبداية حياة جديدة من موت عصفور فى "عصفور الفراق"، ونهاية العالم المزيفة التى يعود بعدها كل الى مستنقعه فى "قبل نهاية العالم"، والحب المفقود والحبيب الغائب فى " الشرفة الأخرى"، و"عدة سنتيمترات فحسب"، والألسنة المقطوعة التى تعود للحياة مطالبة بسقوط قاطعها فى "مملكة البُكم".
ونهلة كرم، كاتبة مصرية من مواليد القاهرة 1989، تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2010، صدر لها من قبل مجموعتين قصصيتين هما (أن تكون معلقا فى الهواء- الموت يريد أن أقبل اعتذاره) وروايتين (على فراش فرويد- المقاعد الخلفية)، حازت على جائزة ساويرس الثقافية عن روايتها المقاعد الخلفية عام 2020.