تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة أبرزها، مستجدات العلاقات الأمريكية السعودية في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس جو بايدن، كما تم الإشارة إلى الخطوات الثابتة التي تسير عليها دولة الإمارات في التعامل مع أزمة فيروس كورونا، فيما أشار أحد كتاب الرأي إلى سعي هولندا لإجراء استفتاء مماثل للاستفتاء البريطاني للخروج أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي.
بايدن والسعودية... التحالف ثابت والاختلاف وارد
قال الإعلامي السعودي سلمان الدوسري، رئيس التحرير السابق لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن إعلان مواقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، في شأن علاقته مع المملكة العربية السعودية، في خطابه أول من أمس، الذي حدد الأولويات الخارجية لإدارته، وتعهده لمواصلة التعاون مع المملكة ودعمها لمواجهة التهديدات وحماية سيادتها وأراضيها، لم يكن هذا موقفًا يتيماً، فيوم الأحد الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي الجديدة في أول بيان رسمي لها يخص علاقاتها مع السعودية، أنها ستساعد المملكة في محاسبة كل من يشن هجمات على أراضيها، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن "الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الأخير الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض."
هذان الموقفان اللذان اتخذتهما الإدارة الأمريكية في أسبوع واحد، ربما فاجآ "القادمين من الخلف"، وأعني أولئك الذين يرسمون سيناريوهات بعينها منبعها انطباعاتهم الشخصية وربما أمنياتهم، أما المطلعون على حقيقة التحالفات بين الدول وفق المصالح وحسابات الأرباح والخسائر، فبالتأكيد لم يفاجئهم هذان الموقفان الإيجابيان واعتبروهما أمراً طبيعياً. ولأن المملكة لا تتعاطى إلا مع التصريحات التي تصدر عن الرئيس بعد توليه الرئاسة وليس كمرشح للانتخابات، فقد رحبت بتعهد الرئيس الأمريكي مواصلة التعاون مع المملكة ودعمها لمواجهة التهديدات وحماية سيادتها وأراضيها.
وأشار الكاتب إلى أن واشنطن والرياض حتى مع اختلافهما في تفاصيل ملف الحرب في اليمن، متفقتان على دعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، وفوق هذا أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جايك سوليفان، أن الإدارة الأمريكية تشاورت في هذا الأمر مع مسئولين كبار في السعودية. فإن لم يكن هذا تنسيقاً عالي المستوى وتفاهماً بين بلدين حليفين، فأين هو التنسيق والتفاهم؟!
الإمارات وطن الإنسانية
محمد جلال الريسي
يرى محمد جلال الريسي، في صحيفة البيان الإماراتية، أن تعامل الإمارات الحازم والسريع مع أزمة "كوفد-19" أثبت نجاعة الإجراءات التي اتخذتها منذ ظهور الجائحة.. فاليوم ومع تخطي عدد اللقاحات حاجز الأربعة ملايين جرعة، وتجاوز عدد الفحوصات حتى اليوم لـ 26 مليون فحص، تسير الدولة بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف المنشود بقرب تحقيق مرحلة التعافي وقطف ثمار هذا الجهد الذي يأتي نتاج الرؤية الإنسانية لقيادتنا الرشيدة التي تسير على نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونتيجة العمل اليومي لفرق عديدة تتكامل جهودها كل في نطاق اختصاصه لإنجاز مهامهم بحرفية ومهنية عالية وبعيدا عن الضجيج أو الصخب الإعلامي.
والنتيجة حتى الآن هي أعلى عدد فحوصات بالنسبة للسكان، وأقل عدد وفيات، وأعلى معدلات شفاء، وأعلى جاهزية للمستشفيات الحكومية والخاصة والميدانية، فضلا عن حملات التوعية بكافة اللغات.
دولة الإمارات التي يعيش فيها أكثر من 200 جنسية في تناغم قل نظيره، تقدم اللقاحات للجميع بلا تفرقة بين مواطن أو مقيم رافضة " تسييس اللقاح " أو ما يسمى بـ "قومية اللقاح " لأن هذا بعيد كل البعد عن نظرة الإمارات السامية للإنسان باعتباره محور الحياة وغايتها.
ومن ينظر إلى الإقبال الكبير على تلقي اللقاح، سيجد هذا التناغم في سيمفونية قائمة على الأخوة الإنسانية قولا وفعلا لتصبح الإمارات حاضنة عالمية لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين.
هل تلحق هولندا ببريطانيا؟
محمد خليفة
نوه الكاتب محمد خليفة، في الخليج الإماراتية، إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يكن منشئاً لأزمات هذا الاتحاد بل كان كاشفاً لها، مُسلطاً الضوء على تلك العورات التي حاولوا تجميلها منذ نشأته.
ومن هذه الأزمات التي تكاد تعصف بكيان ذلك الاتحاد قضيتا الاقتصاد والهجرة، فرغم أن معظم دول الاتحاد تعاني صعوبات اقتصادية جمة، وتعيش ضائقة مالية، إلا أن ظاهرة الهجرة، سواء من دول شرق أوروبا التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الذي كان حكراً على دول غرب أوروبا، أو تلك الهجرة من دول آسيا وإفريقيا، قد أقضّت مضاجع الشعوب الأوروبية الغربية التي أصبحت تجد حياتها مهددة جراء تدفق أولئك اللاجئين.
وأشار الكاتب إلى أن الحركات الهولندية المشككة في الاتحاد الأوروبي، خاصة حزب الحرية اليميني برئاسة خيرت فيلدرز، أعلنت عن سعيها لإجراء استفتاء مماثل للاستفتاء البريطاني في هولندا، فوضعت عريضة على الإنترنت لحمل الحكومة الهولندية على التفكير في تنظيم استفتاء جديد للخروج، أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي، ورغم أن هذه المبادرة لم تؤخذ على محمل الجد من قبل الحكومة الهولندية، التي لا تخفي رفضها التام لفكرة وضع المعاهدات الدولية للتصويت الشعبي، لكن المواطنين الهولنديين يستطيعون في حالة تقديم عريضة تضم 300 ألف توقيع، إجبار الدولة على تنظيم الاستفتاء.
وإذا كان الهولنديون قد استقر رأيهم على البقاء في الاتحاد الأوروبي، فإنهم سينقلبون عندما يضطرون إلى تحمّل أكلاف ضخمة من ديون الدول المتعثرة، ما يترك آثاراً سلبية على نمط حياتهم. وهذا يدفعهم إلى سلوك ذات الطريق الذي سلكه البريطانيون لتكون هولندا الدولة الثانية التي تغادر الاتحاد الأوروبي.