نجاحات أثرية بالأقصر بعد ترميم 29 كبشا بالجهة الجنوبية بالمعبد.. أمين الأعلى للآثار: أنهينا المرحلة الأولى ونعمل فى المرحلة الثانية بالجهة الشمالية.. والمشرف على المشروع يؤكد ترميم 19 كبشا آخر.. صور

الإثنين، 15 مارس 2021 05:00 ص
نجاحات أثرية بالأقصر بعد ترميم 29 كبشا بالجهة الجنوبية بالمعبد.. أمين الأعلى للآثار: أنهينا المرحلة الأولى ونعمل فى المرحلة الثانية بالجهة الشمالية.. والمشرف على المشروع يؤكد ترميم 19 كبشا آخر.. صور الاثرى صلاح الماسخ يشرح العمل فى المرحلة الثانية لترميم الكباش
الأقصر - أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحدة من أبرز النجاحات التى حققها رجال البعثة الأثرية المصرية فى معابد الكرنك، وهو مشروع قومى مميز تم داخل الصالة الأولى بالمعبد خلال العام الجارى 2021، بانتهاء ترميمات 29 تمثالا لكباش الكرنك وافتتاحها رسمياً فى مطلع يناير الماضى، بحضور فريق من المرممين من أمهر رجال وزارة الآثار، ويتم حالياً العمل فى ترميم 19 كبش بالجهة الشمالية للصرح داخل المعبد لاستكمال المرحلة الثانية للمشروع.

وعن المشروع ونجاح رجال البعثة المصرية فى ترميمه بأياد مصرية خالصة، يقول الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه نجح رجال الآثار والمرممين والعمال المصريين خلال العام الجارى فى مفاجئة العالم بمشروع عالمى حقيقى بأيادى مصرية بأكبر خطة ومشروع قومى لإنقاذ 29 تمثالا للكباش داخل معابد الكرنك، وذلك بعد نقل 4 من التماثيل المتواجدة خلف الصرح الأول بالمعبد لتزيين ميدان التحرير، حيث تبين أن باقى التماثيل تعانى من ضرر ودمار كبير نتيجة سوء نقلها وتخزينها فى تلك المنطقة من السبعينات وقت افتتاح عروض الصوت والضوء، وتقرر ترميمها وحمايتها من الدمار.

وضع الكباش على المصاطب بعد الترميم
وضع الكباش على المصاطب بعد الترميم

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوزارة بدأت خلال العام الماضى فى أعمال مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، وذلك بعد نقل 4 تماثيل منها إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير، موضحاً أن هذه التماثيل تتكون من 29 تمثالا لكباش، تقع داخل المعبد خلف الصرح الأول، وقد كانت فى حالة سيئة من الحفظ بسبب أعمال الترميم الخاطئة التى تمت عليها فى أوائل السبعينات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، وتم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار الأمر الذى أثر سلبا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها، والوصول إلى قاعدة الكبش والتى أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية، مشيراً إلى أن مشروع الترميم تم خلاله وضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كلا على حدا، كما تم عمل معالجة لأرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية وإعادتها إلى مكانها الأصلى.

وعن تاريخ تلك التماثيل أكد أمين المجلس الأعلى للآثار، أن الكباش الموجودة فى الجهة الجنوبية من الفناء والتى كان عددها 33 كبشاً، قبل نقل أربعة كباش وتوجيهها لتزيين ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة مع مسلة من منطقة تانيس فى محافظة الشرقية، والتى تعود لعصر الملك رمسيس الثانى، موضحاً أنه يبلغ وزن كل كبش حوالى 5 أطنان ونص ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة، وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء، حيث تعتمد فكرة الترميم على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريباً وعمق متر ونصف، وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة، وذلك لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثيل لأنها منحوتة من الحجر الرملى، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة، وكذلك وعمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة والتى تتم بواسطة فريق متخصص من الأثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة الآثار، وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.

وأكد الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه يتابع العمل فى المشروع الجديد لترميم 19 كبش داخل معابد الكرنك، ميتشيلد روسلر، مديرة مركز التراث العالمى، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وخبراء المنظمة، والذين نظموا زيارة مؤخراً لمعبد الكرنك بوسط مدينة الأقصر وذلك لمتابعة المشروعات المميزة التى تتم داخل المعبد لترميم الكباش فى المرحلة الثانية.

أما عن المشروع الجديد الذى يتم حالياً يقول الآثرى صلاح الماسخ، مدير معابد الكرنك، أنه بعد النجاح الكبير فى ترميم 29 كبش بالجهة الجنوبية لمدخل المعبد، تقرر بدء العمل من جديد فى مشروع آخر لترميم 19 تمثال بالجهة الجنوبية لصرح المعبد، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى ويجرى العمل فى المرحلة الثانية حالياً على قدم وساق.

وأضاف صلاح الماسخ، المشرف على ترميم كباش الكرنك، لـ"اليوم السابع"، أنه تم الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم مجموعة من تمثال الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدینة الأقصر، والتى تضمنت الانتهاء من ترميم 29 تمثالاً بالمنطقة الجنوبية، كما تم الحصول على إشارة البدء فى تنفيذ أعمال المرحلة الثانية والتى تتضمن ترميم باقى مجموعة التماثيل الموجودة بالمنطقة الشمالية وعددها 19 تمثالاً.

ويقول المشرف على المشروع القومى لترميم وصيانة 29 كبش، أنه تم الانتهاء من أعمال ترميم وصيانة ورفع التماثيل للكباش بالكامل وإظهار جمالها ووضعها على وسائد جديدة صممت خصيصاً لحمايتها وزيادة عمرها الافتراضى لمئات السنين المقبلة عقب تعرضها للضرر مؤخراً، موضحاً أن هذا المشروع يعد عالميا على أرض محافظة الأقصر تقوم به وزارة الآثار، حيث ظهر المشروع للنور عقب نقل 4 تماثيل ضخمة للكباش من المعبد إلى ميدان التحرير بالعاصمة، لتزيينه خلال الفترة المقبلة ضمن المشروع القومى للوزارة، وتبين أن التماثيل خلف الفناء الأول تحتاج لدعم كبير وترميم وهو ما تمت الموافقة عليه ويتم حالياً العمل فى هذا المشروع المميز بترميم ورفع كفاءة 29 تمثالا من الكباش فى تلك المنطقة.

مديرة مركز التراث العالمى تزور معابد الكرنك
مديرة مركز التراث العالمى تزور معابد الكرنك

 

 

وعن الترميمات التى تمت بالمرحلة الأولى ويجرى عملها بالمرحلة الثانية لترميم كباش الكرنك، يقول عبد الناصر عبد العظيم، مدير عام ترميم آثار ومتاحف مصر العليا، أنه تم بالمرحلة الأولى العمل بقيادة سعيد زكى رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك، العمل فى كافة طرق التوثيق المختلفة من تصوير فوتوغرافى ورسم توثيقى لإظهار مظاهر التلف الموجودة بالتماثيل، كما تم تحريك كل كبش على حدة على مخدات مستوية للبدء فى إجراءات ترميمه بالكامل، حيث تم التنظيف الميكانيكى لكل كبش لإزالة الأتربة، وتقوية الأجزاء الضعيفة منها باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميًا، أما الأجزاء الكبيرة فتم استعمال الإستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها، وبعد الانتهاء من أعمال الترميم، تم وضع تلك الكباش على مصاطب بلغ حجم كل واحدة منها 38 م 4 x م، لتتحمل ثقل كل كبش والذى یتراوح وزنه ما بين 5 إلى 7 أطنان.

وأضاف مدير عام ترميم آثار ومتاحف مصر العليا، لـ"اليوم السابع"، أنه فى المرحلة الثانية ظهرت معاناة الكباش بنفس أزمات الكباش فى المرحلة الأولى، حيث إن تلك الكباش تعانى من عدة عوامل تلف أدت لظهور بعض المظاهر عليها أهمها الرطوبة والأملاح، فالرطوبة أثرت على أساسات القواعد الخاصة بالكباش، ما أدى لتفكك المادة الرابطة للحبيبات وتآكل الحجر نفسه، وأدى ذلك لهبوط بعض التماثيل وميول فى تماثيل أخرى، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها، حيث إن العملية توقفت بعد مشروع المياه الجوفية لأن أكبر عامل تلف أضر بتلك الكباش هو المياه الجوفية، موضحاً أن تلك المياه كانت تأتى من نهر النيل لقرب المعبد جداً من نهر النيل، وبعد مشروع المياه الجوفية خفت آثار الدمار على التماثيل بعض الشىء، ولكن مع درجة الحرارة المرتفعة أدى ذلك لظهور الأملاح، موضحاً أن تلك الأملاح تتسبب فى ضغوطات على الحجر مما يؤدى لتكسير الروابط بين الحبيبات ويؤدى لما يسمى علمياً "نزيف الحجر أو البودرينج"، فيصبح الحجر رملى ويتآكل تماماً، ومن ضمن المظاهر أيضاً للدمار على التماثيل ظهور بعض النباتات فى فواصل الأحجار للكباش، وجذور النباتات تعمل على زيادة الضغط فى الفواصل مما يؤدى لزيادة الشروخ وهو ما يظهر حالياً على حالة التماثيل التى يتم ترميمها، وكذلك يوجد نمو للبكتيريا فى الأماكن الرطبة بالحجر وظهور بعض التعفنات.

وأكد مدير عام ترميم آثار ومتاحف مصر العليا، أن فريق الترميم والعاملين بالمشروع انطلقوا فى أعمال إزالة مونة الاستكمال القديمة التى تم ترميم الكباش بها وأدت لتضررها بشكل كبير، وهى مكونة من الأسمنت الأسود وهو محفز للأملاح وصلابته شديدة أشد من صلابة الحجر نفسه مما يؤدى لانفصال وتدهور القشرة الملامسة للأسمنت الأسود، وبعد إزالة المونة وقبل أعمال الترميم تم تصوير الكباش بالكامل ورسم وكتابة تقارير ورصد مظاهر التلف كاملةً، وتم بعد ذلك فك كبش كبش بالترتيب من الخارج للداخل، حيث وجد الكبش الأول مفصول لعدة أجزاء بالإضافة إلى فقد فى الأجزاء السفلية، وتم عمل تدعيم بالأسياخ الستانلس للأجزاء المنفصلة وإعادة لصقها ببعض مواد اللصق الكيميائية المتعارف عليها فى ترميم الآثار حول العالم حالياً والمطابقة للمواصفات، كما تمت إعادة تركيب قواعد "مخدات جديدة" لتسهيل عملية الرفع وحماية الكبش قبل إعادته لموقعه مرة أخرى، ويجرى العمل على رفع مقاسات للأرض لعمل تربة إحلال وعزل للتربة لتجنب عملية الرطوبة مرة أخرى لحماية الكباش بعد إعادتها لموقعها الأصلى من جديد.

 

 

يجرى التجهيز للبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية بواحدة من أضخم المشاريع للحفائر والترميم
يجرى التجهيز للبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية بواحدة من أضخم المشاريع للحفائر والترميم

 

 
مشروع عالمى بسواعد العمال المصريين
مشروع عالمى بسواعد العمال المصريين

 

كبير عمال الكرنك خلال مراحل العمل بترميم الكباش
كبير عمال الكرنك خلال مراحل العمل بترميم الكباش

 

مديرة مركز التراث العالمى تتفقد المرحلة الثانية لترميم الكباش
مديرة مركز التراث العالمى تتفقد المرحلة الثانية لترميم الكباش

 

صورة تذكارية داخل المرحلة الثانية لترميم كباش الكرنك
صورة تذكارية داخل المرحلة الثانية لترميم كباش الكرنك

 

العمال خلال مراحل الترميم والرفع للكباش
العمال خلال مراحل الترميم والرفع للكباش

 

أمين الأعلى للآثار خلال بدء العمل بالمشروع
أمين الأعلى للآثار خلال بدء العمل بالمشروع

 

خطوات الترميم والانقاذ لكباش الكرنك
خطوات الترميم والانقاذ لكباش الكرنك

 

جانب من اثار الدمار على الكباش والترميم القديم
جانب من اثار الدمار على الكباش والترميم القديم

 

سعيد زكي رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك خلال العمل بالمشروع
سعيد زكي رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك خلال العمل بالمشروع

 

سعيد زكي رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك
سعيد زكي رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك

 

الدكتور مصطفى وزيري يشرح تفاصيل العمل لمديرة مركز التراث العالمى
الدكتور مصطفى وزيري يشرح تفاصيل العمل لمديرة مركز التراث العالمى

 

الاثرى صلاح الماسخ يشرح العمل فى المرحلة الثانية لترميم الكباش
الاثرى صلاح الماسخ يشرح العمل فى المرحلة الثانية لترميم الكباش

 

الحشائش والدمار على الكباش قبل ترميمها
الحشائش والدمار على الكباش قبل ترميمها

 

احد الكباش اثناء رحلة الترميم بالكرنك
احد الكباش اثناء رحلة الترميم بالكرنك

 

احد مهندسى الترميم خلال العمل
احد مهندسى الترميم خلال العمل

 

أبطال ملحمة مشروع انقاذ وترميم كباش الكرنك
أبطال ملحمة مشروع انقاذ وترميم كباش الكرنك

 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة