تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن أي متابع لأحداث وشؤون العالم سوف يدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن العالم منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا يترتب حياتياً حسب أسلوب جديد كلياً.
حسين الشبكشى
حسين شبكشى: السعودية الجديدة صوت الاعتدال والتعايش
قال الكاتب حسين شبكشى فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن السعودية المستقرة والآمنة مسألة مهمة جداً، لا للمنطقة فحسب، ولكن للعالم بأسره، وخصوصاً في الجانب المتعلق منه بالاقتصاد.
وبالتالي من المهم جداً ملاحظة الإشارات المهمة في التصريحات المتبادلة التي أشادت بأهمية العلاقة بين السعودية وأمريكا والدور الذي يقوم به ولي العهد السعودي في ذلك ومكانته وتأثيره وشعبيته في بلاده كمحفز لصوت العقل والحكمة في التعاطي مع هذه المسألة. والسعودية الجديدة كما يسميها كثير من المحللين السياسيين تلعب دوراً محورياً في الخلاص من إرث التشدد الذي أتعبها وكلف العالم الإسلامي الكثير.
الدور السعودي في العلاقة مع الولايات المتحدة كان دوماً مثالاً للشريك الذي يمكن الاعتماد عليه، وله إضافة نوعية في العلاقة. فالعلاقة بدأت بالشراكة التنموية في بدايات حقبة النفط السعودي، والتي تمثلت في تحقيق شراكة مثالية بنيت فيها المصالح، وتكونت الثقة باستفادة كبيرة للطرفين، ثم انتقلت العلاقة لمرحلة أكثر أهمية، وهي الشراكة السياسية في مواجهة الأخطبوط الشيوعي السوفيتي الذي كانت تتسع شهيته وسطوته للسيطرة الجغرافية على أكبر قدر ممكن من المناطق المؤثرة. وتطورت العلاقة لتأخذ أبعاداً استراتيجية، كالشراكة في تحرير الكويت بعد الغزو العراقي لها، وعمليات تحرير البوسنة والهرسك وكوسوفو من الإجرام الصربي بحقهما، والدور المستمر في طرح مبادرات السلام العربية بدءاً من قمة فاس، وصولاً لقمة بيروت.
سليمان بن محمد الثنيان
سليمان بن محمد الثنيان: كيف صار العالم بعد كورونا؟
قال الكاتب سليمان الثنيان في مقاله بصحيفة عكاظ السعودية، إن أي متابع لأحداث وشؤون العالم سوف يدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن العالم منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا يترتب حياتياً حسب أسلوب جديد كلياً، فمثلاً التجارة العالمية التي هي أساس اقتصاديات الدول والمجتمعات بدأت تنهج بشكل متزايد مفهوم التجارة الإلكترونية، حيث يقدر المختصون حجم مبيعات التجارة الإلكترونية لعام 2021 بثلاثة تريليونات دولار، وهذه نسبة تمثل زيادة 20% عن العام الماضي، حيث بلغت عام 2020 حوالى تريليونين و400 مليار.
أما بالنسبة للتعليم، فما عدا التخصصات التي لا بد من الجانب التطبيقي لها للطب والتقنية مثلاً، فإن التحول للتعليم عن بعد صار مظهراً معولماً في جميع مستويات التعليم، حيث أغلقت آلاف الكليات والجامعات، بالإضافة إلى مئات الآلاف من مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي، في جميع أنحاء العالم.
وبدأت مراكز الأبحاث فعلياً في بناء منصات دائمة للتعليم، لتبقى حتى بعد انتهاء أزمة كورونا، للاستفادة من هذه الخدمة التي ستوفر الكثير من التكاليف، وستنهي تماماً مشكلة البعد الجغرافي في تلقي المعرفة.
وكان لهذا التغيير في نمط حياة الناس تأثيرات كبيرة، فإذا منيت بعض القطاعات بخسائر فادحة، فإنّ قطاع الإلكترونيات حقق ازدهاراً كبيراً، فمثلاً شركة مايكروسوفت حققت خلال الربع الرابع من عام 2020 إيرادات بلغت 38 مليار دولار.
منى بوسمرة
منى بوسمره: التزام إماراتى تجاه اليمن
قالت الكاتبة منى بوسمره في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن الإمارات قدمت الغالي والنفيس، وبذلت الأرواح والدماء، جنباً إلى جنب مع الشعب اليمني الشقيق، في سبيل استعادة دولته واستقراره وازدهاره، كما كانت طوال الأوقات الحرجة التي عاشها اليمن، الأقرب إلى شعبه والأسبق إلى تقديم كل أنواع الدعم له لتمكينه من التغلب على الصعوبات التي يعيشها.
ومع انطلاق مؤتمر المانحين، تحمل الإمارات رسالة صائبة حول الأولويات التي يجب أن يمنحها المجتمع الدولي جهوده لتحقيق حل دائم ينقذ الشعب اليمني من أوضاعه الإنسانية المأساوية التي لا يزال يكابد مشقاتها من فترة طويلة؛ بسبب الانتهاكات الحوثية المتواصلة.
ومع هذه الرسالة أعلنت الإمارات التزاماً، سبق المؤتمر، بتقديم 844 مليون، دعماً إضافياً للشعب اليمني، إضافة إلى تأكيدها مواصلة العمل مع مختلف الأطراف من أجل تلبية احتياجات الأشقاء هناك ضمن خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، وهو ما يشير مجدداً إلى ما توفره الإمارات من سند حقيقي لليمن وشعبه، واستمرار التزامها طويل المدى تجاه التخفيف من معاناته وظروفه.
المساعدات الإماراتية لليمن، والتي تجاوزت 6 مليارات دولار أمريكي منذ عام 2015، لا تتحدث عنها الأرقام فقط، فالدولة لا تنظر إلى حجم ما تقدمه في هذا البلد الشقيق، وتعتبره واجباً وطنياً تجاه كل الأشقاء العرب، غير أن ما تحدثه الإمارات في اليمن من فارق تجاوز الكمّ إلى النوع، حيث عملت فرق الإمارات هناك في الميدان، وحملت على عاتقها مشاق الوصول إلى جميع أبناء الشعب اليمني في كل مناطقهم النائية، وركزت في مساعداتها على القطاعات المهمة كافة، وليس فقط الإغاثية، لضمان استمرارية التعليم في المدارس والبرامج الطبية والخدمات الحيوية كالطاقة والنقل وإعادة تأهيل المطارات لإعادة الحياة إلى طبيعتها، عدا عن المشاريع التنموية التي تهدف إلى استدامة العيش الكريم للأشقاء.