تمر اليوم الذكرى الـ39 على رحيل سلطان الأطرش، جد ملك العود الموسيقار الكبير فريد الأطرش، إذ رحل فى 26 مارس عام 1982، وهو قائد وطنى ومجاهد ثورى سورى ينتمى إلى طائفة الموحدين الدروز ويعد القائد العام للثورة السورية الكبرى التى اندلعت ضد الاستعمار الفرنسى عام 1925.
وتولى جد الموسيقار الراحل، سلطان باشا الأطرش، قيادة الثورة السورية الكبرى بالاجماع، كما كان للأب فهد الأطرش دور وطني، الأمر الذى أدى إلى تسلط الفرنسيين على عائلة الأطرش ومطاردتهم، فهربت الأم "الأميرة علياء حسين المنذر" مع أولادها أسمهان وفريد وفؤاد وأنور إلى مصر، حيث بدأت الرحلة الفنية لأسمهان وفريد.
لكن بمجىء أسرته إلى القاهرة لم ينتهى دوره ناحية ثورة بلاده، والدور الوطنى التى تقوم به عائلته هناك، حيث يتحدث "الأطرش" عن دوره فى دعم الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسى، والتى قادها فى جبل العرب "سلطان باشا الأطرش"، قائلا: "كان الثوار العرب من الدروز قد بلغوا حدا كبيرا من التضحية فانعزلوا فى الجبال والوديان وقد استهلكوا الكثير من السلاح والمؤونة، وفى هذا الوقت فكر أحمد زكى باشا شيخ العروبة فى إقامة حفلة غنائية يعود ريعها للثوار، فيما أبدى أبناء سورية المقيمون فى القاهرة حماسهم لبذل كل ما يلزم سواء من ناحية بيع التذاكر، أو من ناحية الإشراف على الحفلة وتنظيم فقراتها وحدث ماكنت أتوق إليه، لقد اقترح حبيب جاماتى الصحافى المعروف، أن أغنى فى هذه الحفلة فلقيت فكرته القبول عند أحمد زكى باشا وهكذا كان".
فى الليلة المنتظرة، صعد "الأطرش" إلى المسرح دون أن ينكر خوفه الذى بلغ حجم المسرح، كما يقول، ويضيف: "لكن ما إن مددت يدى إلى العود ورحت أعزف منفردا حتى أصبحت شجاعتى بحجم المسرح وغنيت قصيدة وطنية تندد بفرنسا وتمجد الثوار وتعدهم بالنصر وكان نصيبى من النجاح أكثر مما كنت أتوقع".