يستعرض الكاتب الصحفي شريف عارف اليوم في حلقاته الوثائقية "حقيقة في دقيقة"، جانباً كفاح المرأة المصرية في سبيل الحرية والاستقلال.
يقول "عارف": الكاتب الكبير مصطفى أمين كان أحد شهود وقائع التحرر "الفعلى" للمرأة، وما حققته ثورة 1919 لها من منجزات لم تكن تتحقق لو اجماع الشعب على ضرورة الثورة ضد المحتل.
في كتابه الرائع " من واحد إلى عشرة"، يكشف الكاتب الكبير عن أسرار لا يعلم غالبيتها إلا هو وشقيقه " على" فقد ترعرع الصغيران في منزل الزعيم الذي ربطته صلة قرابة بوالدتهما ، فقد كان التوأم شاهد على أهم أحداث عرفها القرن العشرين ، وربما في مقدمتها خروج المرأة لاول مرة للتظاهر ، وكيف أن " الهوانم" قادن النساء المصريات الى الحرية بمفهومها الأعم.
ويضيف "عارف": اتصلت هدى شعراوى بزوجها على شعراوى باشا تعرض عليه الفكرة فذهل.. وتساءل كيف تخرج السيدات المحترمات الى الشوارع ؟! وعقد الوفد المصري اجتماعاً وما كاد يعرض على شعراوى باشا الفكرة حتى هاج وماج كل الأعضاء ورفضوا خروج النساء فى مظاهرة . وكان من رأى الأغلبية أن هذا الفعل وقاحة وقلة حياء. وقال عبد العزيز فهمى أنه سيتصل بصفية هانم ويبلغها قرار الوفد بالاجماع بمنع مظاهرة النساء! واتصل عبد العزيز فهمى تليفونياً بصفية زغلول وأبلغها بأسلوب رقيق قرار الوفد، قائلاً: لو كان سعد باشا موجودا لرفض أن تخرج السيدات الفضليات إلى الشوارع ..فقالت صفية : أبدا ! إن من رأى سعد أن ثورة لا تشترك فيها المرأة المصرية لا يمكن أن تنجح، فقال عبد العزيز فهمى: إنه لم يقل لنا ذلك.. قالت صفية: ولكنه قال لى !
يذكر أن شريف عارف هو كاتب صحفي، ورئيس اللجنة النوعية للإعلام بحزب الوفد، وصدرت له عشرة مؤلفات سياسية ووثائقية أبرزها " الاخوان في ملفات البوليس السياسي" و"26 يناير.. حريق القاهرة مدبرون ومنفذون"، وحصد عدد كبير من جوائز العمل الصحفي، ونال تكريمات من عدة جهات بحثية. كما أشرف على مشروع توثيق مئوية ثورة 1919، وحقق في المجلد التذكاري والفيلم الوثائقي" الثورة الأم" بهذه المناسبة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة