لماذا نتراخى أحيانا في الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة كورونا ؟ هل أعداد الإصابات والوفيات خلال العامين الماضيين لا تقنعنا مثلا؟ هل حالة الرعب في العالم والاحتياطات واللقاحات وتأثر الاقتصاد لا تمثل لدينا أدلة على أننا يجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد؟ أم أن علينا أن نحمل الحكومة مسئولية ارتدائنا الكمامة والتزامنا بالتباعد الاجتماعى والمسارعة إلى العلاج عند الشعور بالأعراض والتسجيل لأخذ اللقاح في الموقع المختص ؟
مازالت محافظة سوهاج مثلا ، تسجل أرقامًا مرتفعة للإصابات بكورونا، مقارنة بمحافظات أخرى، لا سيما في ظل تراخي البعض في الإجراءات الاحترازية، وعلى رأسها ارتداء الكمامة، والالتزام بمسافات التباعد وتجنب الزحام.
ومع أجواء رمضان الروحانية، وحرص البعض على التجمعات، تكون هذه الظروف بمثابة بيئة خصبة لانتشار الفيروس بين المواطنين، لا سيما في حالة عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والزحام بين الناس، والمصافحة والعناق أحيانًا، مما يساهم في انتشار الفيروس، وسرعة تناقله بين المواطنين.
للآسف، البعض لا يتعامل مع الأمر بجدية، فرغم ظهور أعراض كورونا عليه ـ التي باتت معروفة للجميع ـ يتعامل مع الأمر باستهتار دون أخذ الحيطة والحذر، واللجوء للطب، وإنما يتمادى البعض في عدم الاعتناء بالأمر، فيضر نفسه وغيره، حيث أنه يتعامل كشخص سليم يتحرك بين الناس ناشرًا المرض بينهم.
الأخطر من ذلك، أن هناك حالات فردية، من بعض المصابين بكورونا، يفضلون عدم الإفصاح لغيرهم عن إصابتهم بالفيروس، وكأن الأمر وصمة عار!، في حين أنه تسلل لرؤساء وأمراء في العالم كله، فتكون الخطورة أشد، بنقلهم الفيروس لغيرهم، ممن يتعاملون معهم على أنهم غير حاملين له.
الأمر يحتاج لضمير، واهتمام حقيقي بالصحة الشخصية، من خلال عدم الخروج إلا للضرورة وظروف العمل، وتجنب الزحام والتجمعات العائلية والمناسبات "الأفراح والأحزان"، والتعامل مع الكمامة على أنها مسألة حياة.
وإذا كنا نشد على أيادي المواطنين بالالتزام، حتى لا ترتفع الأعداد أكثر، وللحفاظ على حياتهم، فإن هناك دور رسمي، من خلال ضرورة دعم وزارة الصحة لمستشفيات سوهاج بالأكسجين الكافي، والعمل على توزيع الحالات بين المستشفيات المختلفة، والدفع بأطقم طبية متخصصة للتعامل مع المعزولين بالمنازل، مع ضرورة مشاركة التنمية المحلية من خلال المحليات في عمليات التطهير المستمر للقرى والنجوع.