داخل حارة صغيرة فى حي عابدين التاريخي يجلس أمام منزله بأدوات بسيطة ومن حوله دراجات أطفال يقوم بتصليحها، مشهور ومحبوب وسط أهل منطقته فينادى عليه جميع المارة كبير وصغير رجال ونساء" أخبارك إيه ياعم سيد".
"سيد حنفى" يبلغ من العمر سبعة وستين عاماً أقدم عجلاتى بعابدين يقوم بتصليح الدراجات وذاع صيته بالمنطقة فأصبح محبوبًا من الأطفال خصيصاً الذين يؤجرون منه الدراجة للترفيه عن أنفسهم فى الحارة.
أم عن حياته العملية فقد تعلم وصولاً للشهادة الإعدادية ولكن الحظ لم يحالفه فى التعليم، فأراد أن يعمل لمساعدة أسرته، عمل كترزى ودهان إلى أن استقر بالعمل كا سروجي سيارات بأحد الشركات وعمل بجانبها بتصنيع وتصميم الدراجات ذات الثلاث عجلات لأطفال منطقته وبعد أن وصل لسن المعاش تفرغ لها بالكامل.
عم سيد الرجل الستيني البسيط رغم إدخاله السرور على من حوله إلا أن هناك جانبا مظلما فى حياته، فقد توفت أم أبنائه وأول حب فى حياته منذ خمسة عشر عاماً وعانى فى حياته من بعدها ولكنه قرر الزواج بعد مرور فترة من وفاتها خوفاً من الوحدة بعد أن تزوج جميع أبنائه وتركوه وحيداً، فتزوج بالثانية وأنجب منها ثلاثة أبناء ولكن الحظ لم يخالفه مرة أخرى وتوفت أم راضى زوجته الثانية فيحكي عم سيد باكياً: "كانت أطيب قلب مشوفتش فى حنيتها هى ومراتى الأولى كانت دايماً تبوس إيدى وتطبطب عليا ملحقتش تفرح بولادها وسابتهم أطفال مش عارف أرعاهم بعدها كانت مدبرة للبيت ومن بعدها مسواش"، فهو الآن يعيش فى منزله البسيط الذى ورثه مع صغاره الثلاثة يود أن يتزوج بثالثة ترعاه هو وأطفاله.