سنوات طويلة مرت علي المنتخب الهولندي أحد كبار الكرة الأوروبية وهو يعاني .. اذ غاب عن يورو 2016 وكأس العالم 2018 .. وهو الأن يحاول استعادة كبريائه المفقود في يورو 2020 فى بداية عهد جديد مع مدربه ونجمه السابق فرانك دى بور، فى محاولة للتأكيد على أن الكرة الهولدية لم تمت ومازال فى العمر بقية.
لكن من الواضح أن الطواحين مازالوا يعيشون مرحلة الوداعة الكروية التى سقطوا فيها على مدار 7 سوات مضت.. وظهر ذلك من أحداث مباراة هولندا أمام أوكرانيا التى كانت متقلبة فى نتيجتها وكادت أن تهرب من الهولنديين بعد التقدم بثنائية لولا مساهمة التوفيق فى إحرازهم الهدف الثالث فى الدقائق الأخيرة ع طريق الشاب الواعد دومفريس.
بداية ظهور هولندا في يورو 2020 أمام أوكرانيا - بمدرب شاب واسكواد متوزان بين الصغار والخبرات - جاء حاملا انطباعا نحو التغيير والاعتماد علي الشراسة داخل الملعب أكثر من المهارات والكرة الجمالية المعتادة .. ولكن لربما كونها طريقة جديدة وغير مهضومة لم تصمد كثيرا .. بعد أتت الطريقة بثمارها الأولية مع منتخب هولندا بإحرازه هدفين لكنه لم يستطع الحفاظ عليهم واهتزت شباكه بثائية مماثلة وسط سقطات من اللاعبين الذى يغيب عنهم التركيز والمدرب الذى يفتقد الخبرات فى التعامل مع الأحداث.
أول 10 دقائق فى مباراة أوكرانيا .. قلت هولندا رجعت .. إذ شكل الطواحين ضغط رهيب على المافس مع سيل هجمات .. لكن اللمسة الاخيرة كانت علي أسوء ما يكون - زي انجلترا بالظبط- لتهدر هولندا العديد من الفرص كات كفيلة بتحقيق نتيجة كبيرة مبكرا.. ويبدو على إثراهدار الفرص هبطت المعنويات ليلتقط الطرف الأوكرانى أنفاسه ويتحول إلى ند لهولندا.. وحتى فى الشق الدفاعى عندما تقدم المنتخب البرتقالى بثائية لم يستطع الحفاظ على النتيجة ليتلقى هدفي التعادل وهو أمر غير مقبول من المنتخبات الكبيرة ولكنه طبيعى أن يحدث مع هولندا الذى يناطح الكبار الأن وليس منهم .. فهو الأن يحبو نحو ركب الكبار من جديد فى انتظار النتيجة الغير مضمونة.
قد يكون الجيل الحالي في هولندا ليس بجودة سابقيه.. وهنا يطهر الدور الاكبر لمدربهم دي بور الذي يحتاج للتوفيق خصوصا وانه ليس من أصحاب الخبرات الكبيرة ، وهو ما ظهر فى التغييرات التى أجراها بعد التقدم بثنائية بإخراج قلبى الدفاع لتهار المنظومة الدفاعية، ولو كان دى بور يملك الجرأة لحافظ على التشكيلة التى منحته التقدم مع تغييرات هجومية أو فى وسط الملعب الذى يعد أحد أهم نقاط ضعف الطواحين نظرا لفقدان لاعبيه التركيز على الكرة تماما أمام المافس الذى لو كان يمتلك هجوم فعال لنجح فى الفوز.
والعذر الوحيد الذى يمكن أن نلتمسه لمنتخب هولندا ومدربه دى بور، فى هذا المستوى المهتز بافتتاحية اليورو ،هو الغيابات العديدة التى يعانى مها الطواحين وفى مقدمتهم القائد فان دايك والحارس الأساسي جاسبر سيليسين، للإصابة، فضلا عن ماتياس دى ليخت قلب الدفاع الشاب الذى لم يصل لمرحلة التعافى وقد يكون متاحا المباراة المقبلة.
فى الوقت نفسه يجب أن نمنح منتخب أوكرانيا حقه، إذ يستحق الثناء على عدم الرضوخ أمام الهجوم الهولندي الشرس فى بداية المباراة ليرد ايضا باحكام دفاعي مع الاعتماد علي المرتدات التي شكلت خطورة ساعدهم علي ذلك انضباطهم وقوتهم لينجحوا في انهاء الشوط الاول بالتعادل السلبي، وحتى بعد التأخر بثائية فى الشوط الثانى واصلوا التحدى ونجحوا فى التعادل قبل أن يتلقوا هدف الخسارة فى الدقيقة 85.. ليستحق التحية على تلك الروح الواجبة فى كل التنافسات ويكون أداء الأوكران بمثابة الدرس فى الصمود حتى النهاية والاستبسال فى عدم الخروج فائزين.. ليتبقى فى النهاية عامل التوفيق صاحب الدور الكبير والمهم فى عالم الساحرة المستديرة.