أكرم القصاص

إنهاء عمليات الحفظ والتلقين واعتماد البحث والتفكير والفهم

أكرم القصاص يكتب: هل ينهى نظام "بابل شيت" كابوس الثانوية العامة؟.. إنهاء آلام الثانوية العامة هو بداية الخروج من واقع تعليمى شكلى إلى حقيقة تقود لمستقبل أفضل.. إنهاء عمليات الحفظ والتلقين واعتماد البحث والتفكير

الأربعاء، 23 يونيو 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أول تجربة لامتحانات «بابل شيت»، تبدأ مرحلة جديدة مع الثانوية العامة، ضمن عملية تطوير التعليم ونظام الامتحانات، ونظام «بابل شيت» يعنى أن الامتحان فى ورقة منفصلة، ليست بها إجابات، لكن أسئلة فقط عليها اسم الطالب، وورقة منفصلة أخرى هى «بابل شيت» مكتوبة بها أرقام الأسئلة، وكل سؤال له أكثر من إجابة، يختار الطالب الحل من بينها عن طريق التظليل على الدائرة، ثم إن عملية التصحيح فى «بابل شيت» تتم دون تدخل بشرى، عن طريق دخول ورقة الإجابة، ومكتوب عليها اسم الطالب بجهاز للتصحيح التلقائى على الجزء المظلل، وهذا الجهاز يُظهِر الدرجة.
 
وميزة التجربة أنها تختبر النظام الجديد، والذى يعد أكثر تطورا من «البوكليت»، وإن كان يعتمد على طرق أحدث تختلف عن الطرق التقليدية، وهناك أمل أن تنعكس هذه الطريقة على إنهاء كابوس الثانوية العامة، ضمن عملية تطوير تشمل نظام التعليم.
 
وكان هناك اعتراف بأن العملية التعليمية قبل التطوير معقدة ومتشابكة، ونتاج تراكمات وتدخلات ومشروعات غير مكتملة على مدى عقود، ظل التعليم مجالا للتجريب والتغيير والتبديل، لكن ظلت الثانوية العامة طوال هذه العقود تمثل حالة من الرعب والخوف والقلق داخل الأسر المصرية، لكن المشروع الحالى، هو أول مشروع يتضمن تغييرا شاملا فى شكل ومضمون التعليم، وهو تغيير واجه وما زال الكثير من الجدل والمناقشات والحوارات، لعل أهمها كان رفض إدخال التابلت فى التعليم، حيث واجه هذا الأمر رفضا واعتراضات خوفا من نقص البنية التقنية. 
 
وسعت وزارة التعليم لإقناع أولياء الأمور والتلاميذ بأهمية التابلت فى تلقى الدروس والتفاعل فى الامتحانات، وواجه مقاومة ورفضا وسخرية، لكن فيروس «كورونا» اضطر مئات الآلاف من التلاميذ وطلاب الجامعات إلى قبول التعامل «أونلاين»، وأكملوا تلقى محاضراتهم وأنجزوا الامتحانات والأبحاث بالإنترنت، وبالتالى فقد دعم «كورونا» نظرية تطوير التعليم، وما رفضه التلاميذ وقطاعات من المجتمع طوال شهور، قبلوه فورا تحت ضغط الفيروس.
 
ظلت الثانوية العامة مأساة، حيث كان يعيش التلميذ وأهله فى صراع وحرب، ويختصر الحاضر والمستقبل فى ثمانية شهور، آلام فى الاختيار بين العلمى والأدبى، ومعاناة فى الدروس الخصوصية، ورعب قبل الامتحانات، وقلق فى انتظار النتيجة، ثم مرحلة من الحزن والغضب والارتباك ترافق عملية اختيار الرغبات، حيث يقود المجموع، وليست الرغبات أو الهوايات، عملية تحديد الاختيارات.
 
ولا شك أن إنهاء آلام الثانوية العامة، هو بداية الخروج من واقع تعليمى شكلى، إلى حقيقة تقود لمستقبل أفضل، وينتهى شعور الحزن والخوف، ومن هنا فقد تضمنت عملية تطوير التعليم جزءا طويل الأمد يبدأ من الحضانة إلى الثانوية العامة، ويعتمد على الطرق الحديثة فى التعليم، والتخلص من تحويل التعليم إلى مجرد عملية تلقين لدخول امتحانات لا علاقة لها بالواقع. 
 
كانت المطالب أن تنتهى عمليات الحفظ والتلقين، وتحل مكانها طرق تعتمد على البحث والتفكير والفهم، وأن تكون الامتحانات مجرد جزء من مرحلة طويلة، تمتد على مدار شهور العام، ولا تختصر فى أيام إذا ضاعت ضاع جهد الطالب. 
 
فى العام الماضى، تم تطبيق نظام «البوكليت» والذى يعتمد شكلا ومضمونا جديدا يختبر فهم الطلاب واستيعاب المناهج، وبالرغم من مقاومة البعض لهذا الشكل، فقد كان انعكاسه على الطلاب مختلفا، وأكثر إيجابية من النظام التقليدى القائم على الحفظ، وهذا العام تم تطوير نظام الامتحانات فى الثانوية إلى «بابل شيت»، وتجرى امتحانات تجريبية تبدو أفضل من النظام التقليدى، حيث تتضمن أسئلة متنوعة تغطى المناهج وتختبر قدرة الطالب على الاستيعاب، ونظام تصحيح بلا تدخل بشرى، وحتى الآن فإن انطباعات الطلاب أن الأسئلة مناسبة والتجربة أفضل، لأن تنوع الأسئلة والاعتماد على الفهم يساعدان على توسيع فرص الطلاب، وحال نجاحها تمثل نهاية عصر كابوس الثانوية العامة.
 
p
p

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة