أيام وتنطلق فعاليات الدورة الـ 52 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورة استثنائية تتواكب َمع روح الجمهورية الجديدة، وفى ظل حرص الدولة المصرية على استعادة ريادتها وقوتها الناعمة في الوطن العربى من بوابة القراءة والثقافة والنشر بوصفهم من أهم مقومات الدولة الحديثة التى تعتمد على آليات الحداثة بكل مقوماتها.
وما يبشر بنجاح هذه الدورة ما نراه من إصرار تطبيق التحول الرقمى، وإدراك أن العالم دخل عهدا جديدا من الثقافة الرقمية، ونموذجا على ذلك تصميم منصة إلكترونية ضخمة تتيح كافة الخدمات المتعلقة بالمعرض، وليس هذا فقط، بل إطلاق جميع الفعاليات والأنشطة افتراضيًّا على هذه المنصة، إضافة إلى أنه سيتم إتاحة شراء الكتب إلكترونيا دون الحضور، ومتابعة الندوات عبر منصة المعرض الإلكترونية، حتى طريقة الحجز والدخول والتعامل كله يدور في إطار من الرقمنة واستخدام الثورة التقنية وهذا ما يعكس إدراك أهمية وسائل القراءة الحديثة عما كانت عليه من قبل.
نعم الكتاب الإلكترونى أو القراءة على الإنترنت أصبحت من أهم وسائل القراءة في عهد الثقافة الرقمية، لأنها ببساطة تجعل القارىء أكثر اتساقا مع مفردات عصره، ولأن القارىء أصبح الآن "إنسان رقمى" بمعنى الكلمة يستخدم وسائل هذا العصر من إنترنت ومواقع تواصل اجتماعى في كافة مناحى الحياة لتصبح الحياة نفسها بدون هذا العالم الافتراضى مستحيلة.
والجميل حقا، في هذه الدورة، أنه رغم أن الكتاب الورقى ليس هو المقياس الآن، لأن كل جيل له مفردات عصره في الحصول على المعرفة، إلا أن القائمين على المعرض لم يتجاهلوا قيمة الكتاب الورقى باعتباره الوعاء الأول للمعرفة وحتى ولو تراجعت شعبيته، فهناك مئات دور النشر المشاركة، لأنه ببساطة هناك من يرى أن قيمة الكتاب الورقى ما زالت باقية فى عقول مبدعهِ ومحبيه لسحره التي لا يعوض، ومن هنا تم السير فى المسارين، المسار الأول، الاهتمام بالتحول الرقمى، والمسار الثانى الاهتمام بالوسيلة التقليدية "الكتاب الورقى" لضمان النجاح وتعظيم وتعزيز الاستفادة من هذه الدورة.
وعلى أية حال، فإننا في النهاية نتمنى أن يقرأ الناس، إلكترونيا أم ورقيا، المهم القراءة ثم القراءة، ثم القراءة أيا كانت الوسيلة، لأن القراءة غذاء الروح والعقول، وهى الزاد الحقيقى الذى يرتقى به الإنسان، بل الركيزة الأساسية فى تقدم الأمم ونهضة البشرية.
وختاما، نكرر أن هذه الدورة الـ52 ستكون دورة استثنائية بمعنى الكلمة، وخاصة أنها متسقة اتساقا كاملا مع التحديات التي تواجه المنطقة بل العالم كله، حيث تم التعامل مع سلاح الكلمة على أنها سلاح في مواجهة الإرهاب، وهذا أمر فى غاية الاحترام والتقدير، ويحسب للقائمين على المعرض، وهذا اتضح بعد اختيار شعار "القراءة حياة" شعاراً لهذه الدورة، بوصف القراءة خط المواجهة الأهم ضد الفكر المتطرف والإرهابى التى تعانى شعوب العالم من ويلاته الآن..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة