تنطلق، اليوم، الدورة الاستثنائة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وتحمل رقم 52، وهى مؤجلة من شهر يناير الماضى، وبصراحة يحسب لوزارة الثقافة وللدولة المصرية حرصها على إقامتها وتنظيمها بقدر المستطاع.
أفكر دائما فيما سنتعلمه ونستفيده من هذه الدورة المهمة، ومن وجهة نظرى أنها تدخل بنا إلى مرحلة جديدة من التفكير، مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة التفكير العلمى، ومعناه أن تكون الأفكار متناسبة مع الواقع الفعلى الراهن الذى يعيشه الناس، بمعنى أن وزارة الثقافة تعتمد فى هذه الدورة على الأفكار الرقمية، حيث أطلقت منصة عليها طرق حجز التذاكر وعليها أسماء الكتب ودور النشر وعرض الندوات أونلاين وغير ذلك من الخدمات، وكل ذلك ليس من باب التغيير ولكن جاء بسبب تفشى فيروس كورونا فى العالم، أى أن الظروف دفعت المسئولين للتفكير فى حلول بديلة مناسبة، هذا التفكير فى الظروف والبحث عن حلول هو ما يطلق عليه التفكير العلمى.
فى هذه الدورة سيذهب الناس إلى المعرض وسيتعاملون بطريقة جديدة، وعلينا أن ننتظر بعد ذلك رأيهم وأن نصبر عليهم حتى يشكلوا رؤية معينة، وعلى الوزارة ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن تستمع إلى الآراء المختلفة، فمثلا لو وجدنا الأغلبية تذهب إلى عودة المعرض إلى سابق عهده من كونه مهرجانا ثقافيا وفنيا، على الهيئة أن تفعل ذلك فى الدورات المقبلة، ولكن لو وجدنا الناس شعرت بارتياح لهذه الدورة وشعرت بأنها هادئة ومفيدة بالفعل، فعليها أن تستفيد من هذه التجربة وتكررها ليس شرطا بصور مطابقة، ولكن مثلا عن نفسى أعجبتنى فكرة التذاكر الإلكترونية، وأعجبتنى فكرة المنصة التى عليها الكتب ودور النشر، وسأراقب فى الفترة المقبلة لأعرف ما الذى من الممكن أن يعجبنى أكثر.
لتكن دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب بداية جديدة فى كل شىء، ننطلق منها إلى مستقبل أكثر علما وقدرة على التعامل مع الظروف.