علينا إدراك أننا سنجد أنفسنا ذات يوم فى مواجهة ما نخشاه، ستمر الأيام وتتوالى الأحداث ونقف أمام ذلك اليوم الذى حاولنا أن نهرب منه، لأنه – ببساطة - لا شىء يهزم الزمن.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الزخرف "فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ"، والآية هنا تتحدث عن الآخرة، وتخاطب الذين يأخذون الحياة الدنيا لعبًا ولهوًا وأنهم سيفاجئون فى النهاية بأنهم يقفون أمام الله سبحانه وتعالى فى انتظار حسابه، ومع وضوح هذا المعنى يمكن لنا أيضًا أن ننظر إلى الآية من زاوية أخرى، دنيوية بعض الشىء.
المعروف أن الحياة لا تسلم أبدًا من أيام ثقيلة الظل، قد تكون يوم امتحان مثلًا أو يوم مرض أو شيخوخة، هذه الأيام نخشاها، بعضنا يحتاط لها ويستعد، وبعضنا لا يهتم، بعضنا يعمل من أجل تجاوزها، وبعضنا يغمض عينيه ويسير فى الحياة، وبعد يوم أو شهر أو سنة أو سنوات نجد أنفسنا وجها لوجه أمام هذا الحدث الذى حاولنا أن نتجنبه.
نعم، لا مهرب من ذلك، فالحياة منذ نشأنها بنيت على هذه الطريقة، يوم سهل لا عناء فيه، ويوم عناء لا راحة به، وتقبلنا لهذه الحقيقة أمر ضرورى على المستوى النفسى، أما العمل والاستعداد لليوم الصعب، فهى فكرة إنسانية ودينية أيضا، فالأحاديث الشريفة تحدثنا دائما عن "اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ) وهى الأمور التى ستقع بالتأكيد، طالما نحن على ظهر الأرض وطالما الزمان يمر.
إن الاستعداد لمواجهة الخطر أمر جيد، على الأقل يخفف بعض الشيء من وطأة الألم، وفى الحقيقة أنا لا أريد أن أجعلك تفزع، ولكن أحب أن تكون على بينة مما يحدث حولك، وأن تعرف أن كثيرا من خيوط الموضوع فى يدك، إضافة إلى لطف الله ورحمته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة