تمر اليوم ذكرى تنازل ملك مصر والسودان فاروق الأول عن العرش لابنه الأمير أحمد فؤاد وتعيين مجلس وصاية على العرش برئاسة الأمير محمد عبد المنعم، ومغادرة الملك بعد ذلك مصر ومعه زوجته الملكة ناريمان وبقية أفراد أسرته بما فيها الملك الجديد أحمد فؤاد، ويأتى ذلك بعد أيام من قيام ثورة 23 يوليو، ولكن قبل تنازل الملك عن العرش أرسل إليه الضباط الأحرار إنزارا موجها باسم الفريق أركان حرب محمد نجيب، وذلك صباح يوم 26 يوليو، فماذا جاء فى تلك الإنذار؟
ويقول كتاب "الملك أحمد فؤاد الثانى" للكاتب عادل حمودة، جاء فى الإنذار التالى: من الفريق أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله إلى جلالة الملك: "إنه نظرًا لما لاقته البلاد فى العهد الأخير من فوضى شاملة، عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته، ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم فى هذا المسلك حتى أصبح الخونة والمرتشون يجدون فى ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير.
ولقد تجلت آية ذلك فى حرب فلسطين من فضائح الأسلحة الفاسدة وما ترتب عليها من محاكمات تعرضت لتدخلكم السافر مما أفسد الحقائق وزعزع الثقة فى العدالة وساعد الخونة على ترسم هذا الخطأ فأثرى من أثرى، وفجر من فجر، وكيف لا والناس على دين ملوكهم.
لذلك فوضنى الجيش الممثل للشعب أن أطلب من جلالتكم التنازل عن العرش لسمو ولى عهدكم الأمير أحمد فؤاد على أن يتم ذاك فى موعد غايته الساعة الثانية عشرة من ظهر السبت الموافق 26 يوليو 1952م والرابع من ذى القعدة سنة 1371، ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه، والجيش يحمل جلالتكم كل ما يترتب على عدم النزول على رغبة الشعب، من نتائج.
وتم توقيع الإنذار من فريق اركان حرب محمد نجيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة