عندما تنطلق المشاريع القومية الكبرى يكون رد الفعل واحدا من اثنين، إما الحماس والعمل والاستفادة من الفرصة، أو الخوف والقلق والانزعاج، وها قد انطلق مشروع "حياة كريمة" في الكثير من قرى مصر، ونحن مهتمون بالثقافة ودورها فى هذا المشروع الكبير، وأرى فى الأمر فرصة كبيرة لقصور الثقافة كى تستغل الفرصة وتثبت ذاتها.. فهل تفعل؟
جميعنا يعرف أن قصور الثقافة بمثابة أذرع ممتدة فى كل مكان فى الجمهورية، وهى القادرة فعلا على بناء الإنسان فى الأقاليم والأماكن البعيدة عن المركزية، وهى القادرة على كشف المواهب وتنميتها، وأنا لا أريد أن أتحدث عن شيء ماضى وأقول إن قصور الثقافة تقوم بدورها أو لا تقوم، ولكن أقول إن أمامها - الآن - فرصة كبيرة لإعادة اكتشاف ذاتها، خاصة أن الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، من المتحمسين لمشروع حياة كريمة.
وعلى الحماسة أن تنتقل إلى الجميع، وعلى رأسهم قادة قصور الثقافة بداية من المخرج المسرحى هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى أندية الأدب مرورا بالقصور المتعددة المنتشرة في الأرجاء والحافلة الموظفين والعاملين والمثقفين، وعليهم أن يضعوا خطة محكمة ويطبقونها فعلا، بحيث نخرج بجيل حقيقى ساعدته وزاره الثقافة ليأخذ مكانته في المجتمع.
كل ما أريده أن نلتق فى نهاية مشروع "حياة كريمة" ونصفق لقصور الثقافة على دورها وعلى ما قامت به، ولكن ذلك لن يحدث إلا فى حالة أن يكون قادة الهيئة ممن يفرحون بالمبادرات الكبرى والمشاريع القومية ويرون فيها فرصة لإثبات الذات ونتمنى من الله أن يكونوا كذلك.