نرتكب فى حياتنا العديد من الأخطاء، ولكن ليس هناك أخطر من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، وذلك لأن الإنسان عند ارتكاب خطأ ما فهو أحد نوعين، الأول يعرف أن ما يرتكبه خطأ وأنه مخالف، وهذا النوع التعامل معه سهل جدا، والنوع الآخر ذلك الذى يعتقد بأنه يقوم بالصواب، وأن كل ما يفعله هو الحق.
يقول القرآن الكريم فى سورة محمد "أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ" نعم ليس هناك أسوأ من الظن بأن أعمالنا حسنة وجيدة وأن ما نفعله هو الحق حتى لو لم تكن كذلك، وفى أحيان كثيرة وحتى فى أمورنا الصغيرة فى حياتنا اليومية تأخذنا العزة بالإثم فنكابر ونعاند وعادة نحن لا نقبل نقدا ولا نرى تعديلا.
أقول إن ذلك يحدث فى كل كبيرة وصغيرة في يومنا، ويكفى أن نتأمل ما نفعله فى حياة أبنائنا، حيث نتعامل على أساس أن كل ما نقوله لهم صواب وما نفعله لهم حق متناسين شخصياتهم ومتجاهلين ما يريدونه لأنفسهم.
وللعلم، فإن موقف الذين زين لهم سوء عملهم موقف صعب جدا، لأنه يدخل فى دائرة الأمور الملتبسة، لماذا؟ لأن الإنسان يتحرك من دائرة أن فعله صواب، أى أنه لا يتشكك فى الأمر، بالتالى فإن إقناعه بخطأ ما يفعله صعب ويحتاج منه شخصيا أن يعيد النظر.
وإعادة النظر واحدة من القيم التي تحتاج مجاهدة مع النفس، وعندما يحدث ذلك تكون النتيجة سلامة التفكير وزيادة الخير والفضل حيث ندخل في دائرة الهداية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة