فى 10 أغسطس 1977 تم القبض على ديفيد بيركويتز البالغ من العمر 24 عامًا واتهم بأنه القاتل المتسلسل الذى اشتهر باسم "ابن سام"، الذى أرهب مدينة نيويورك لأكثر من عام، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بمسدس، نظرًا لأن "بيركويتز" استهدف عمومًا الشابات الجذابات ذوات الشعر البنى الطويل، لذا قامت المئات من الفتيات وصبغهن شعرهن بلون أشقر.
وبعد إلقاء القبض عليه، ادعى بيركوفيتش، حسبما ذكر موقع "هيستورى" أن الشياطين وكلب من فصيلة "لابرادور" يملكه جار اسمه سام قد أمروه بارتكاب عمليات القتل.
نشأ ديفيد بيركوفيتش طفلا متبنيا من قبل أسرة فى "برونكس" وأصيب بصدمة نفسية بوفاة والدته بالتبنى بمرض السرطان فى عام 1967، وأصبح بعد ذلك أكثر عزلة، وفى عام 1971، التحق بالجيش وخدم لمدة ثلاث سنوات، حيث تميز بكونه قناصا موهوبًا، وفى عام 1974، عاد إلى نيويورك وعمل حارس أمن، وبدأت حالته العقلية تتدهور بشدة فى عام 1975 وتم تشخيصه لاحقًا أنه مصاب بالفصام وبجنون العظمة.
وبسبب شعوره بالعزلة عن العالم من حوله أشعل النيران وأضرم مئات الحرائق فى مدينة نيويورك دون أن يتم القبض عليه، وزعم أنه بدأ يسمع أصوات "شياطين" تعذبه وأمرته بارتكاب جريمة قتل.
فى 1975 حاول ارتكاب أول جرائمه باستخدام سكين لكنه فشل، وفى يناير 1976 انتقل إلى منزل مكون من أسرتين فى يونكرز، إحدى ضواحى نيويورك وأصبح بيركوفيتز مقتنعًا بأن كلاب الحى مسكونة بشياطين أمرته بقتل الشابات الجذابات وبدأ يرى جيرانه على أنهم شياطين.
فى أبريل انتقل بيركوفيتش إلى منزل سكنى فى يونكرز، لكن منزله الجديد كان به كلاب أيضًا، كان لدى جاره، المتقاعد سام كار، كلب أسود من فصيلة لابرادور، يعتقد بيركوفيتز أنه ناشده لقتله، كما رأى سام كار كشيطان قوى وكان يشير إليه عندما أطلق على نفسه فيما بعد لقب "ابن سام".
وفى 28 يوليو 1976 استقال بيركوفيتش من وظيفته كحارس أمن، وفى وقت مبكر من صباح اليوم التالى، سار إلى سيارة متوقفة فى برونكس حيث كانت فتاتان تتحدثان وأطلق خمس رصاصات من مسدسه عليهما، قُتلت دونا لوريا البالغة من العمر ثمانية عشر عامًا على الفور وأصيبت صديقتها جودى فالنتى، ولم تتوصل الشرطة إلى شىء.
بعد أكثر من شهر بقليل، فى 26 نوفمبر، تم إطلاق النار على دونا ديماسى البالغة من العمر 16 عامًا وجوان لومينو البالغة من العمر 18 عامًا وإصابتهما بجروح خطيرة فى الشارع فى طريقهما إلى المنزل.
وفى 30 يناير 1977، قتل بيركوفيتش بالرصاص كريستين فرويند بينما كانت جالسة فى سيارة فى كوينز مع خطيبها، وبدأت الشرطة تشتبه فى أن هذه الجرائم ارتكبها قاتل واحد.
فى 8 مارس، قُتلت فرجينيا فوسكيريتشيان، طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عامًا، بالرصاص أثناء عودتها إلى منزلها فى مانهاتن، وتم العثور على رصاصة سليمة، وتطابق الرصاصة التى تم العثور عليها فى مكان مقتل بيركوفيتش الأول، وأعلنت شرطة نيويورك وجود قاتل متسلسل طليق، وهو رجل أبيض فى العشرينات من عمره، بشعر أسود ومتوسط الطول والبنية.
وتم تنظيم مجموعة كبيرة من المحققين، لتعقب القاتل، وفى 17 أبريل، قُتلت فالنتينا سوريانى البالغة من العمر 18 عامًا وألكساندر عيسو البالغ من العمر 20 عامًا بالرصاص بنفس البندقية فى سيارتهما المتوقفة بالقرب من نهر هاتشينسون باركواى، هذه المرة ترك القاتل ملاحظة أشار فيها إلى نفسه على أنه ابن سام، ومن ذلك رسالة قال فيها "لقد تأذيت بشدة من دعوتكم لى بكاره النساء، أنا لست كارها، لكن أنا وحش، أنا ابن سام، عندما يسكر الأب سام أحيانًا يربطنى بالجزء الخلفى من المنزل، الأب سام يحب شرب الدم، (اخرج واقتل) هذه هى أوامر الأب سام.. إلى اللقاء و ليلة سعيدة.. سوف أعود.. سوف أعود".
فى 29 أبريل، أطلق بيركوفيتش النار على مسترد لابرادور سام كار، وكان قد أرسل سابقًا رسالة تهديد من مجهول إلى "سام كار" بخصوص الكلب، تعافى الكلب وبدأت شرطة يونكرز فى التحقيق، فى هذه الأثناء، بدأ بيركوفيتز بإرسال رسائل غريبة إلى جيرانه الآخرين، بدأ هؤلاء الأفراد فى الاشتباه فى أن بيركوفيتش هو ابن سام وأبلغوا الشرطة المحلية بشكوكهم، لكن المحققين تلقوا آلاف التقارير عن الذين يشتبهون فى ابن سام وكانوا يواجهون صعوبة فى التأكد.
فى 26 يونيو أصيب كل من جودى بلاسيدو وسال لوبو أثناء جلوسهما فى سيارتهما بعد مغادرة ديسكو كوينز، ونما القلق العام بشأن القاتل المتسلسل إلى حد الذعر، وشهدت النوادى الليلية والمطاعم فى نيويورك انخفاضًا كبيرًا، وأدت موجة الحر الشديدة وانقطاع التيار الكهربائى لمدة 25 ساعة فى منتصف يوليو إلى زيادة التوتر.
وفى 31 يوليو، بعد يومين فقط من الذكرى السنوية الأولى لقتله، أطلق بيركويتز النار على زوجين شابين يقبلان بعضهما فى سيارة متوقفة فى بروكلين، أصيبت ستايسى موسكوفيتز البالغة من العمر عشرين عامًا بجروح قاتلة، وفقد صديقها بوبى فيولانت عينه اليسرى وكل الرؤية تقريبًا فى عينه اليمنى.
بعد بضعة أيام، تقدمت شاهدة عيان للإبلاغ عن أنها شاهدت رجلاً بمسدس قبل دقائق من إطلاق النار فى بروكلين، أدت معلوماتها إلى أول رسم تخطيطى للشرطة لبيركوفيتش، والأهم من ذلك أنها ذكّرت المحققين بأن ضابطى شرطة كانا يكتبان مخالفات وقوف السيارات فى شارعها فى تلك الليلة، وأدى البحث فى التذاكر الصادرة فى النهاية إلى ظهور سيارة بيركوفيتش.
وفى 10 أغسطس، تم اعتقال ديفيد بيركويتز أثناء مغادرته منزله فى يونكرز، واعترف ببهجة أنه ابن سام، وأوضح أنه كان فى طريقه لارتكاب جريمة قتل أخرى.
كان هناك بعض التساؤل حول ما إذا كان بيركوفيتش لائقًا عقليًا للمحاكمة، ولكن فى 8 مايو 1978، أقر بالذنب فى جرائم القتل الستة، وظهر بيركوفيتز مستمتعا باهتمام وسائل الإعلام بقضيته وشرع فى بيع حقوق قصته الحصرية لدار نشر، وقد دفع ذلك ولاية نيويورك إلى تبنى أول قانون فى سلسلة وطنية تسمى "قوانين ابن سام" التى تجنى عائدات المجرم من بيع قصته وتمنحها لصندوق تعويض الضحايا.
حُكم على بيركوفيتز بستة أحكام بالسجن لمدة 25 عامًا، وهى العقوبة القصوى المسموح بها فى ذلك الوقت، وقد حُرم منذ ذلك الحين من الإفراج المشروط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة