كشف طارق محمد رشدى، ابن الفنان الكبير محمد رشدى، تفاصيل وأسرار الأيام والساعات الأخيرة في حياة والده ملك الأغنية الشعبية والموال.
وتحدث ابن الفنان الكبير خلال حواره مع تليفزيون اليوم السابع عن رحلة مرض والده وأمنيته التى تحققت فمات كما تمنى.
وقال ابن محمد رشدى: "أبويا كان بيتمنى يموت وسط الناس وكان دايمًا يدعى أنه يموت والناس فاكراه ويكون بيغنى، لأنه كان متأثر بغياب الست ليلى مراد عن الأضواء ووفاتها وهى بعيدة عن الجمهور وعن الغناء، وربنا حقق له الأمنية كما تمناها".
وكشف الابن تفاصيل رحلة والده الطويلة مع المرض قائلاً: "والدى أصيب سنة 1993 بنزيف في المعدة وطلبوا منه يعمل منظار وكان بيرفض ويقول مش ممكن أعمله كنت باشوف عبد الحليم بيتعذب منه، وبعدها اكتشفنا إصابته بسرطان المعدة وأجرى جراحة في 2002 وشال جزء من المعدة والطحال، وأخفينا عنه خبر إصابته بالسرطان، وكان مصاب بالضغط والسكر ورغم كل هذه المعاناة كان يغنى ويسجل وبيعمل حفلات ، لكن في 2004 أخد حقنة غلط فأصيب بفشل كلوى وبعده لم يعد يقف على مسرح، ولكنه ظل يغنى ويسجل، حتى عمل ألبوم دامت لمين وأعاد توزيع أغانيه القديمة وحققت نجاح كبير خاصة مع الأجيال الجديدة، وكان يغنى وهو يضع كانيولا الغسيل الكلوى فى رقبته"
وتابع الابن خلال برنامج حكايات زينب:" الموسيقار أبو السعود محمد كان بيحب والدى جدا و نفسه يعمل له حاجة وكان بيعرض عليه كلام ميعجبهوش حتى كتب مصطفى كامل أغنية قطر الحياة، وأعجبت أبى وغناها فى الاستديو وكانت أخر أغانيه وكأنه بينعى نفسه، وكان حسن أبو السعود بيتنطط فى الاستديو ويقول ياناس تعالوا شوفوا رشدى بيغنى بنفس طبقة صوته وهو فى الخمسينات وبيغنى قولوا لمأذون البلد، رغم أن والدى وقتها كان مصاب بالفشل الكلوى والضغط والسكر وسرطان العظام ، وكنا نخفى عنه أنه مصاب بالسرطان، وكنت بخاف وهو واقف يسجل لأن عظامه كانت ضعيفة جداً"
يؤكد الابن أن الأطباء تعجبوا من قدرة والده على الوقوف والغناء وهو بهذه الحالة، فضلاً عن أنه لم يكن يأخذ أى علاج لتسكين ألام سرطان العظام الرهيبة سوى المسكنات العادية وهو ما أدهش الأطباء.
"أمنيته اتحققت ومات كما تمنى من الله وهو يغنى ويقف بين الناس".. هكذا وصف الابن وفاة والده، واستكمل قائلاً: "كان بيصور آخر أغنية وكان الجو حار جدًا، فكان يصور مقطع ويذهب ليستريح فى تكييف السيارة ومع تكرار ذلك أصيب بالتهاب رئوى، ومع الأمراض التى يعانى منها تدهور فجأة، وقال لى الحقنى يا طارق أنا ناسى الكلام، ولم يستطع الوقوف، وحملناه للمستشفى وأصيب بخلل فى وظائف الجسم"
يؤكد الابن ان والده الفنان الكبير كان يشعر بقرب وفاته وقال له وهو يحمله للمستشفى: "سيبنى أموت فى البيت"
يحكى طارق محمد رشدى عن واقعة شعر بعدها والده بقرب موته قائلاً: "كان عندنا جنينة ملحقة بالبيت وكان فيها شجرة مانجة زرعها والدى بنفسه، وقبل وفاته بأيام سقط الفرع الكبير للشجرة، فبكى أبى وقال لأمى أنا هموت قريب لأن الشجرة دى من عمرى".
وتابع الابن: "كانت آخر أغنية لوالدى قطار الحياة ولم يكمل تصويرها وفي العزا بكى مصطفى كامل وقال مكنتش أقصد والله، لأن الناس كلها قالت رشدى بينعى نفسه فى هذه الأغنية واتذاعت يوم العزاء وحتى الأن لم أرها".